أقر
رئيس قيادة الفضاء الإلكتروني في وزارة الدفاع الأميركية أن الولايات
المتحدة ضعيفة للغاية في مجال الفضاء الإلكتروني، داعيا إلى دعم الوكالة
التي يقودها من أجل الجاهزية لحروب الفضاء الإلكتروني المستقبلية.قال
الجنرال كيث ألكسندر، رئيس قيادة الفضاء الإلكتروني في وزارة الدفاع
الأميركية، أمام الكونغرس أنه يجب دعم الميزانية الخاصة بوكالته، بعد
تأكيده أن جميع الصراعات المستقبلية ستشتمل على تكتيكات خاصة بحرب الفضاء
الإلكتروني وأن بلاده غير مجهزة لمواجهتها.
وأضاف
ألكسندر في هذا الشأن قائلاً :" وجدنا أننا لا نمتلك القدرة على فعل كل شيء
من أجل اجتياز هذا الأمر. ولنصارح أنفسنا ونقول إننا ضعاف للغاية، وإذا
حدثت لنا أزمة، فإنها سرعان ما ستصيب قواتنا بالإجهاد .. وهذا ليس خطراً
افتراضياً".
وتأكيداً
من جانبها على حقيقة الأخطار التي باتت تحدق بالعالم في هذا الاتجاه، قالت
مجلة فورين بوليسي الأميركية إنه يتعين عند التمعن في خبر كهذا، أن يتم
الربط بين الكشوفات التي أثيرت بشأن دودة ستاكسنت الفيروسية وما تردد عن
الهجمات الإلكترونية التي قادتها واشنطن وتل أبيب على مفاعل التخصيب النووي
الإيراني في نطنز والأحداث التي وقعت على مدار الأسبوع الماضي في محطة
فوكوشيما اليابانية.
وفي حين
يبدو أن هاتين الواقعتين غير مترابطتين، فإنها يتحدثان سوياً عن التداعيات
السابقة واللاحقة لما قد يبدو عليه صراع الفضاء الإلكتروني. ولفتت المجلة
هنا إلى أن الأعداء سيكون بمقدورهم استهداف البنية التحتية الأساسية لبعضهم
البعض، مثلما حدث من جانب الطاقم الأميركي – الإسرائيلي ( الذي عمل ربما
مع أطقم بريطانية وألمانية ) وقام باستهداف البرنامج الإيراني واختبأ في
أنظمة التشغيل الخاصة به، وسوف يسعون إلى إحداث أعطال من شأنها أن تؤدي إلى
تدهور الأوضاع الاقتصادية، أو تعود بالمجتمعات إلى الوراء، أو تضعف
الدفاعات الوطنية.
وقد
تكون تلك البنى التحتية أنظمة طاقة نووية، وقد تكون النتائج أقرب إلى ما
نراه في اليابان. والشيء المهم الآن هو أن النجاح الواضح لدودة ستاكسنت لم
يثبت فحسب أن مثل هذه الأساليب فعالة وذات جدوى، بل أنها قد تكون أيضاً
مجرد غيض من فيض.
ورأت المجلة في الإطار ذاته أن ما يجعل التهديد النووي أمراً مقلقاً للغاية
بالنسبة لكثيرين هو أنه غير مرئي. وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على التهديد
الخاص بحرب الفضاء الإلكتروني. لكن الهجمات السيبرانية تحظى بأبعاد أخرى
تشير إلى أن الجنرال ألكسندر لا يحاول فقط تعزيز وكالته مالياً، من خلال
وصفه الطريقة التي ستشتمل من خلالها دوماً حروب المستقبل على مُكَوِّن
سيبراني. كما لن تكون تلك الحروب غير مرئية فحسب، بل أنه سيكون من الصعب
اكتشاف من قام بإطلاقها، أي أن العالم مُقبِل على مرحلة ستكون فيها مثل هذه
الحروب أكثر برودة من الحرب الباردة، لأن تلك النوعية الجديدة ستكون مجردة
من الفصاحة ومغطاة بعباءة الإنكار.
وبينما
لا يزال هناك نقاش دائر حول التعريف الدقيق لمصطلح الحرب الإلكترونية، أكدت
المجلة أن هناك إجماعاً متزايداً على أن التهديدات التي تُشكِّلُها الجهات
الحكومية والأخرى غير الحكومية على شبكات الكهرباء، ونظم الاتصالات،
وإمدادات المياه، وشبكات النقل، وشبكات الكمبيوتر، بدأت تصل إلى مستويات
حرجة وخطرة.
المصدر / ايلاف