فكرة "ابتكار الوظيفة"

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شباب وشابات يشكون البطالة وقلة الوظائف.. أنها مشكلة عامة مزمنة تتزايد في مجتمعنا

دعونا نتبنى فكرة "ابتكار الوظيفة "

الوقوع في خطأ البقاء (بانتظار الوظيفة) .. هو خطأ العائلة والمجتمع الذي يربي أبناءه على فكرة (التوظف لدى الغير) وليس المبادرة لخلق فرصة عمل يمكن (توظيف الغير لصالحهم) !!

فإحدى المعلمات تشكي حالها بخصوص انتظارها التعيين لسنوات.
وعند سؤالها : ولماذا انتظرت أنت طوال هذه الفترة؟ فقالت : وماذا أفعل؟ قلت: لا أعلم فأنت أدرى بتخصصك والمجال الذي تبدعين فيه... فبتخصصك هذا يمكنك مثلا فتح "حضانة" أو "روضة" (تماما كما فعلت إحدى الفتيات التي حولت منزلها إلى حضانة لأطفال الحي)!

وأحد الشباب يشتكي من بطالة استمرت سنوات .. وتخصصه : حاسب آلي.. فقلت: ربما لم يكتب لك الله رزقا في هذا المجال.. فقال: ولكنه تخصصي الذي تعبت في دراسته.

فقلت: لماذا لا تبحث عن ابتكار فرصة العمل لا انتظار قدومها.. فعاد وقال: "ولكنه تخصصي الذي تعبت بدراسته" فقلت: طالما عز عليك ترك تخصصك فلماذا لا تستغله لبدء مشروع يناسبه (مثل صيانة الحاسب الآلي) وبهذا تخلق فرص عمل جديدة يستفيد منها آخرين
...وهاتان الحالتان مجرد نموذج يؤكد أن معظم حالات البطالة تنشأ من الافتراض الخاطئ والمسبق بأن "الوظيفة" حق يجب أن يوفره لنا الآخرون.

ويبقى شبابنا يطاردون راتباً متواضعاً ينتهي قبل مرور منتصف الشهر!

أنا فقط أطالب الشباب والفتيات الباحثين عن العمل بالاهتمام بابتكار فرصهم بأنفسهم ضمن المجال الذي يبدعون فيه.. وإن كانت مشكلتهم في التمويل فهناك بعض البنوك ، توفر هذا المال لأصحاب المشاريع الشابة ، أو بعض مدخراتهم .

ورغم اعترافي بصعوبة البداية وشراسة المنافسة , إلا أنني أيضا على قناعة بأن مجرد تبني فكرة (ابتكار الوظيفة بدل انتظارها) أكرم وأجدى من انتظار وظيفة لن تأتي.