أخبار مصر - إيمان صلاح الدين
غلب الحذر الاستثماري على حركة المتعاملين في سوق المال المصرية خلال تداولات الاسبوع المنتهي في 25 يوليو 2013 ترقبا لما ستسفر عنه دعوات التظاهر الجمعة.
وبينما استهلت السوق الاسبوع على صعود الا ان دعوة وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي للنزول الى الميادين لتفويض الجيش بالتصدي للارهاب دفعت المتعاملين الى توخي الحظر انتظارا لما ستسفر عنه الاحداث خاصة مع دعوة الاخوان المسلمين الى تظاهرات موازية ترفض طلب الجيش وتطالب بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي.
وعلى صعيد حركة المؤشرات القياسية، رصد تقرير البورصة المصرية تباينا في حركة مؤشرات السوق فبينما ارتفع مؤشر البورصة الرئيسي "إيجي إكس 30" بنسبة 0.11 % ليصل إلى 5353 نقطة، وزاد مؤشر "ايجي اكس 20" 0.04 %.
وثبت مؤشرها السبعيني الذي يغلب على تكوينه الأسهم الصغيرة والمتوسطة عند اغلاقه الاسبوعي السابق حول 425 نقطة وسجل مؤشر السوق المئوي هبوطا طفيفا لم يتجاوز 0.01 % مغلقا عند مستوى 732 نقطة.
وكسب رأس المال السوقي لأسهم الشركات المقيدة بالبورصة 1.3 مليار جنيه مقارنة بنهاية الاسبوع السابق ليسجل 357.4 مليار جنيه.
قراءة المشهد
وقال محسن عادل نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار لموقع أخبارمصر
www.egynews.net ان المتعاملون والمحللون في سوق المال المصرية فضلوا الانتظار لقراءة المشهد ومعرفة نتائج و تداعيات مظاهرات نهاية الاسبوع لإعطاء الجيش تفويضا بمواجهة ما اسماه العنف والإرهاب.
واشار الى ان اي تقدم نحو الاستقرار سينعكس ايجابا علي التعاملات وسيكون محورا رئيسيا في عملية الاصلاح الاقتصادي و السياسي.
واوضح ان أحداث 30 يونيو وتغير المشهد السياسي بانتقال الحكم الى رئيس جديد وانجاز تشكيل الحكومة والدعم الخليجي لمصر اقتصاديا لازالت هي الداعم الرئيسي للسوق في المرحلة الراهنة.
جني أرباح
ومن جانبه، قال اسلام عبد العاطي المحلل المالي انه بجانب وجود اعمال عنف بالشارع خلال الاسبوع فان صعود السوق السابق جعلها مهيأة لتنفيذ موجة من البيع لجني الارباح وهو ما ساهم في دفعها للهبوط.
وسجلت البورصة المصرية ارتفاعات قوية منذ نهاية شهر يونيو بالتزامن مع سقوط نظام الرئيس محمد مرسي واسناد ادارة البلاد الى سلطة انتقالية برأسة رئيس المحكمة الدستورية العليا وما تلاه من تشكيل حكومة جديدة في اطار خارطة طريق التي وضعها الجيش بالتوافق مع القوى الوطنية.
اجواء رمضان
ومن جانبه، قال الدكتور مصطفى بدرة خبير اسواق المال انه مما زاد الضغوط على حركة السوق اجواء شهر رمضان حيث انه عادة يصحب النصف الثاني من رمضان ضعف في احجام التداولات مع تفضيل المتعاملين الخروج من السوق في اجازات حتى مرور عطلة عيد الفطر.
وفي السياق ذاته، لفت الى ان عدم وجود انباء اقتصادية جديدة عزز من استسلام السوق للعوامل السابقة.
احجام التداول
وبالرغم من تعرض السوق لعدة ضغوط خلال الاسبوع الا ان محسن عادل ذكر ان تسجيل أحجام التداول محدودة بشكل ملحوظ يعد علامة جيدة.
وفسر رؤيته قالا " يبدو أن المستثمرين الأفراد يبعون بدافع جني الارباح و الحذرالاستثماري ويتجهون للتعاملات على الأمد القصير لكن أموال الاستثمارات طويلة الأجل لم تتزحزح بعد ".
ولفت الى ان مواجهة مؤشرات السوق لمستويات مقاومة رئيسية حفز الضغوط البيعية في ظل ضعف السيولة مما ادي لحدوث تصحيح سعري للاسهم .
تفاؤل بالمستقبل
وفي استقراء لحركة السوق مع بداية الاسبوع الجديد قال نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل و الاستثمار ان السوق قادرة على امتصاص تأثير التظاهرات خاصة وانه لا توجد رغبة لدى جميع الأطراف في مصر في دخول البلاد في حالة من الانفلات الأمني.
واضاف ان البورصة تحتاج لأنباء إيجابية جديدة لكسر مستويات المقاومة الحالية وفي مقدمتها استقرار الاوضاع السياسية والامنية.
واوضح أن البورصة لن تكون جاذبة للاستثمار بدون استقرار مشيرا الي أن تفاعل السوق مع الاحداث السياسية يعكس مدى الكفاءة التى وصلت إليها البورصة المصرية واندماجها مع الواقع.
وقال "أتصور ان تصميم المجتمع المصري على دفع عجلة الاستقرار والتنمية هو ما سيفيد البورصة خلال الفترة المقبلة.. السوق تتمنى الانتهاء من فترة الارهاب والعنف نريد الانتهاء من صفحة الماضي والتقدم للأمام. نريد ان نعمل ونجذب الاستثمارات"
وتوقع ان تتعرض البورصة المصرية لجلسات من الاداء العرضي خلال الأيام القليلة المقبلة لحين ظهور محفزات شرائية جديدة وفي تفصيل لتعاملات الاسبوع استهلت السوق تعاملات الاسبوع على صعود جيد وسط عمليات شراء مكثفة من المؤسسات وصناديق الاستثمار على الأسهم الكبرى والقيادية.
واستمر الصعود الاثنين بعد ان تصدت المشتريات المحلية والعربية لمبيعات الأجانب بينما تجاهلت السوق اعتصامات مؤيدي مرسي.
وعلقت البورصة المصرية جلساتها الثلاثاء في عطلة رسمية بمناسبة الاحتفال بثورة 23 يوليو.
وبحلولي جلسة الاربعاء تراجعت مؤشرات السوق وسط مخاوف من تصاعد التوترات السياسية خاصة مع حدوث اعمال شغب في مناطق متفرقة ابرزها التحرير والجيزة وما تلاها من طلب الجيش تفويضا لمحاربة الارهاب.
وبنهاية الاسبوع استطاعت السوق استيعاب الاحداث السياسية الى حد ما حيث قلصت تراجعها وسط ترقب لما ستسفر عنه احداث الشارع.