تحقيق- سماء المنياوي - عصمت سعد

توالت ردود الأفعال من الأحزاب والقوى السياسية والثورية على خطاب القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي ألقاه الأربعاء 24 يوليو أمام حفل التخرج المشترك للدفاع الجوي والبحرية ، والذي دعا فيه جموع الشعب المصري بكافة طوائفه إلى النزول للتظاهر الجمعة المقبلة لتفويض الجيش للقضاء على الإرهاب.

وقد لاقت الدعوة ترحيبا من أغلب القوى المدنية والثورية بهدف القضاء على العنف والقضاء على صور الإرهاب في حين تخوف البعض الآخر منها زاعمين أنها دعوة للاقتتال وتفتح الباب للحرب الأهلية.

خطاب المكاشفة والصراحة
صرحت عبير سليمان، أمين تنظيم تكتل القوى الثورية الوطنية وعضو التحالف الشعبي الاشتراكي، لـ أخبار مصر بأن بيان الفريق السيسي اليوم يعد أول بيان للمؤسسة العسكرية منذ اندلاع ثورة 25 يناير به قدر كبير من التكشف والمصارحة بالنوايا وبكواليس الحوار والتواصل بين جماعة الإخوان المسلمين والمؤسسة العسكرية.
وقالت: "اعتدنا كقوى ثورية أن نتشكك في انحياز المؤسسة العسكرية خاصة في الوقت الذي سبق 30 يونيه الماضي قبل أن ينحاز الجيش بشكل صريح لمطلب شعبي ويقوم بالتحرك بموقف يصفع النظام الإخواني".
وأوضحت سليمان أن هذا التشكيك نابع من كم "الإشاعات والمغالطات" التي روج لها الإخوان ، وبعض الهدوء غير المفهوم أحيانا بشكل أخذ من الكثير انحيازه الواضح لتلك المؤسسة العريقة.
واستطردت قائلة: كان كل ما نتمناه أن تبقى ترتفع بلوائها عن أي صراع سياسي في المستقبل فدور الحماية لا يحتاج في الأصل تفويض، ولولا الضغط الخارجي ما كان مفروض علينا أن نعلنها صريحة مرارا أننا نرفض الصدام المسلح والترهيب الذي تقوم به هذه الجماعة.

وأضافت " اليوم اتضح موقف الجيش وانحيازه للشعب لأول مرة عن طريق صيغة خطابية قوية مهدده كاشفة صريحة ومطلب مباشر من الجيش للشعب ليس عبر رسائل مهربة أو منقولة، ليكون الشعب هو الداعم لمواجهة القوى الداخلية والخارجية الراعية للتسليح غير النظامي الذي هو يعد من أخطر التحركات على ارض مصر إذا لم يتم بتره نهائيا ستقع مصر بلا قيام لا قدر الله".

وأوضحت أمين التنظيم بتكتل القوى الثورية الوطنية إن الفريق السيسي شدد على تنفيذ خارطة الطريق التي تم الإعلان عنها من القوى المدنية والجيش والتي رسمت مستقبل مصر مدني ديمقراطي، مؤكدة تمسك التكتل بهذا الإقرار والطرح ومؤكدة الثقة بان الجيش سيحمى الانتقال المدني الديمقراطي،

وأوضحت أن إشارة السيسي في خطابه ولأول مره إلى تهديد الإخوان له بصفته ممثل لمؤسسة الجيش يعد أمر جلل يعد تصدير لعنف ومواجهة وتهديد واضح لمؤسسة شعب.

من جانبه، قال عمرو الوزيري، مسئول العمل الجماهيري بتكتل القوى الثورية الوطنية ووكيل مؤسسي حزب ٦ أبريل، إن لجنة العمل الجماهيري للتكتل قبل بيان السيسي وقرأتها المشهد كانت مدركة أن الشارع المصري سيشهد تحركات أعنف وأكثر صداما في الفترة القادمة وقامت بالفعل للحشد من ليلية الخميس ويوم الجمعة القادم بالتنسيق مع الجبهات الشعبية التابعة لتكتل القوى الثورية الوطنية ذلك لتفويت الفرص لأي نوع من إراقة الدماء أو العبث الصدام أو محاولات النيل من ميادين الحرية أو حتى الزج بأنصار الجماعة نحو افتعال صدام كالذي حدث في المنصورة من تفجير لمؤسسة أمنية.

وكرر الوزيري دعوته كافة الجماهير والقوى للاحتشاد في ميادين الثورة وميادين مصر على مستوى الجمهورية مؤكدا إن هذا النزول والحشد الجماهيري موجه فقط ضد جماعة الإخوان المسلمين وممارساتهم العنيفة لنعلمهم كيف تكون السلمية وان هذا الالتفاف لا يعنى من قريب أو من بعيد بمباركتنا لأي إجراءات استثنائية مستقبلية تضرب دولة القانون التي قامت الثورة لأجلها.

من جانبه، أوضح محمد عباس، عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية الوطنية و منسق عام اتحاد المناطق الشعبية بالتكتل، أن التكتل يعلم ويدرك أن التحرك الجماهيري هو لب الشرعية وان في خطاب السيسي تأكيد أن الشرعية والقرار بيد الشعب والتحرك الجماهيري هو المؤثر والفاعل.

وأضاف "نحن كقوى ثورية ميدانية قادرون بإذن الله أن نساند وندعم كل من هو مخلص منحاز لشعبه ليس طامع في سلطة أو منصب وهذا رجاءنا من مؤسسة الجيش التي هي ملك للشعب والشعب داعم لها طالما هي على درب الانحياز".

وأوضح أن التكتل يقوم الآن بالتنسيق الواسع لخروج المناطق والأحياء يوم الجمعة القادم وسيبدأ عمل شباب اللجان الشعبية من ليلة الخميس القادم وقال: "نرجوا أن ننتقل لدولة ديمقراطية وحكم مدني وسيادة القانون".
مساندة الجيش ومواجهة الإرهاب
وقد أعرب عمرو موسى عن تأييده لما صرح به الفريق السيسي خلال الخطاب من مكاشفة ومصارحة الشعب بملابسات الأمور خلال الشهور الماضية وتطورات الأزمة وكيف وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه.
وأعلن تفهمه لما قاله كوزير للدفاع عن عدم وجود آلية ديمقراطية في الوقت الحالي للرجوع لقرار الشعب، واستعاضته عن طرح الأخطار التي تهدد أمننا القومي أمام البرلمان بطرحها أمام الشعب مباشرة.
إلا أن موسى يرى أن التفويض الذي طلبه القائد العام للقوات المسلحة في خطابه كان يجب أن يأتي أساساً من مجلس الوزراء، مفضلا أن لو كان مجتمعاً برئاسة رئيس الدولة وأن يلي ذلك مطالبة الشعب بالتعبير عن تأييده.
من جانبه، دعا محمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية جموع المصريين لتلبية دعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسي والنزول في ثورة سلمية بكل الميادين الجمعة القادمة لنؤكد مساندتنا للقوات المسلحة وتفويضنا لها لمواجهة الإرهاب ومواجهة المخربين.
من جانبه، طالب الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد الشعب المصري بالاستجابة لنداء الفريق أول عبد الفتاح السيسي، بالخروج يوم الجمعة المقبل في كل ميادين مصر وتكرار أسطورة ٣٠ يونيو.

وشدد البدوي، على ضرورة منح القوات المسلحة تفويضا شعبيا للتصدي للعمليات الإرهابية الإجرامية التي بدأت منذ عزل الرئيس السابق، والتي تتزايد يوما بعد يوم ولن يسمح بحمل السلاح وإراقة الدماء لفرض رأى أو تغيير واقع.

كما أعلن حزب الجبهة عن تأييده لدعوة السيسي والخاصة بنزول المصريين للميادين لتفويض الجيش بمواجه الإرهاب، ووجه الحزب رسالة لكل أعضاؤه في المحافظات بضرورة النزول إلى ميادين الثورة يوم الجمعة القادم لتفويض الجيش المصري العظيم الذي هو خير أجناد الأرض للتصدي للإرهارب والعنف والفوضى.
دعاوى للاحتشاد
ودعت تنسيقية 30 يونيه، جماهير الشعب المصري، للاحتشاد يوم الجمعة المقبل في ميدان التحرير وكل ميادين مصر، لمواجهة الهجمات الإرهابية التي حدثت في مصر على مدار أسبوع مضى.

وأضافت التنسيقية، في بيان لها الأربعاء أن"جماعة الإخوان حولت مصر إلى بوتقة للعنف، حيث أصبح المشهد المعتاد أن تسمع طلقات رصاص هنا أو تفجر قنبلة هناك، وقامت الجماعة الإرهابية وحلفاؤها بشن هجوم بقنابل شديدة الانفجار وإحداث تفجيرات وإطلاق الرصاص في محافظات عدة منها الدقهلية والسويس والإسماعيلية وبورسعيد والإسكندرية والقاهرة والعريش والجيزة وشمال سيناء.

كما دعا التيار الشعبي في بيان قصير جموع الشعب المصري إلى الاحتشاد في الميادين يوم الجمعة المقبلة، وذلك لتلبية دعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة.
مسلم ومسيحي
وقال القس رفعت فكري رئيس المكتب الإعلامي بالكنيسة الإنجيلية إن خطاب الفريق أول عبد الفتاح السيسي موجهًا لكل المصريين مسلمين ومسيحيين، مؤكدًا أن مشاركة الشعب في فعاليات الجمعة القادمة لمساندة القوات المسلحة وتفويضها بالتعامل مع العنف الذي يمارس من قبل مؤيدي المعزول يأتي وفقًا لقناعات كل فرد.

وأكد فكري أن الكنيسة تدعم وتساند قرارات القوات المسلحة في مقاومة الإرهاب، ونبذ العنف، كاشفًا أن الكنيسة هي مؤسسة روحية تصلي من أجل السلام وتدعو إلى نبذ العنف.

وقد دعا اتحاد القوى الصوفية وتجمع آل البيت الشريف وحزب البيت المصري جميع المصريين بالانطلاق يوم الجمعة القادم إلى ميادين مصر في كافة المحافظات وكذلك أمام السفارات المصرية بالخارج لدعم القوات المسلحة الباسلة والشرطة في التعامل مع العنف بأقصى درجات الحسم وإيقاف العصابات الإرهابية عند حدها.

وقال الاتحاد انه يجب أن يباهى الشعب المصري العظيم الأمم في وحدته وقدرته على بتر الإرهاب والإرهابيين من ارض الكنانة بان نسجل اكبر رقم عالمي لأمة تدعم قيادتها الشرعية التي اختارتها بحرية كاملة يوم 30 يونيو 2013، ويجب أن نظهر للعالم الوجه الصحيح للإسلام الوسطى الرافض لتجار الدين الإرهابيين أن المصري لم ولن يكون جبان وهو قادر على مواجهة الإرهاب وكلنا نقدم حياتنا هدية رخيصة في سبيل نصرة الإسلام السليم والوسطى ونعلن أن مصر إسلامية وستظل حتى قبل أن يولد الإسلام السياسي الإرهابي اللقيط في العالم.
تردد ودعوة للاقتتال
وعلى الصعيد الآخر صرح المتحدث الإعلامي لحزب مصر القوية أحمد إمام بأن الحزب قد تلقى بقلق شديد تصريحات الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع في غياب كامل للقيادة السياسية الحالية والتي دعا فيها جموع الشعب للاحتشاد لإعطاء تفويض للجيش والشرطة لضبط الأمن.

وأعتبر إمام أن تلك الدعوة تدعو إلى الدهشة حيث أن مؤسسات القوة ليست بحاجة إلى الحصول على تفويض شعبي للقيام بدورها الذي هو بالأساس سبب قيام تلك المؤسسات وأن فكرة استدعاء الجماهير للمشهد يخرج تلك المؤسسة من حيادها والذي وعدت بالالتزام به.

وحذر المتحدث الإعلامي لمصر القوية أن تلك الدعوة قد تؤدى إلى حدوث اقتتال أهلي لا قدر الله في ضوء الحشد المضاد لمؤيدي الرئيس المعزول والذي سبق ودعت له.
كما استنكر الدكتور يسري حماد نائب رئيس حزب الوطن دعوة الفريق عبد الفتاح السيسي لمليونية تفويض الجيش الجمعة المقبلة للقضاء على الإرهاب ومواجهة العنف ، وقال حماد أن هذه المليونية تستحق أن يطلق عليها باقتدار مليونية التحريض على القتل".

ومن جهته أكد المهندس صلاح عبدا لمعبود، عضو الهيئة العليا لحزب النور أنه تقرر عقد اجتماعا للمجلس الرئاسي للحزب اليوم الأربعاء لبحث تداعيات دعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسي للتظاهر يوم الجمعة المقبل.
وأضاف عبدا لمعبود قائلا: ندرس الدعوة ونرد عليها في أقرب وقت، خاصة أن الحزب يحاول حل الأمور سلميا.
العودة إلي أعلي
رفض واستقواء
من ناحيته أكد التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب في بيان أصدره الأربعاء رفضه لخطاب السيسي الذي يعد دعوة صريحة لحرب أهلية ويحمله المسئولية كاملة عن إراقة دماء المصريين.

ويرى التحالف الاخواني إن هذا الخطاب "تحريضي وهو دلالة واضحة لحالة التخبط وفقدان الصواب مشبهاً إياه بخطاب بشار الذي دشن حربه علي الشعب السوري طالباٌ تفويضاً مماثلاً.
ويطالب التحالف الشيخ أحمد الطيب والأنبا تواضروس والأحزاب والحركات وكافة النخب بإعلان موقف واضح من هذه الدعوة القبيحة للاقتتال الشعبي وألا يُستخدموا غطاءا لقتل المصريين.
كما يطالب التحالف المجتمع الدولي ومؤسساته المختلفة ومنها الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان لإعلان موقفها الرافض من مخطط سفك الدماء لإشعال المنطقة الذي ينفذه السيسي.
كما يطالب التحالف المحكمة الجنائية الدولية باتخاذ الإجراءات لمحاكمة عبد الفتاح السيسي لارتكابه جرائم ضد الإنسانية.