الحلتيت أو صمغ الأنجدان، عبارة عن صمغ كريه الرائحة يستخرج من جذور وسيقان بعض الأنواع من الشمر أو (الحلوة) البرى العملاق، والذى ينمو فى إيران وأفغانستان، وكشمير فى الباكستان.
وكان الحلتيت يستخدم فى الطبخ كاتابل لدى الرومان فى عصر الأسكندر الأكبر وذلك فى القرن الرابع قبل الميلاد.
ومع أن الحلتيت لم يكن مستوطنا فى الهند، ألا أنه يستخدم فى الهند على نطاق واسع فى مجالات الطبخ والطعام والعلاج لقرون عدة، ومازال.
ويعتقد أن الحلتيت يقوى من أصوات المطربين عند الغناء، لذا فإنهم قد يتناولوه مع الزبد للحصول على أصوات قوية فى الأداء.
ويوصف الحلتيت بأنه صمغ راتينجى صلب، يميل لونه ما بين الأبيض والرمادى عندما يكون طازجا، ثم يصبح اللون داكنا مشوبا بالصفرة عندما يتقادم مع الزمان، وقد يتحول إلى اللون الأحمر، ثم الأسود فى نهاية المطاف.
والحلتيت له رائحة البصل أو الثوم المعطن، لما يشعه من مواد كبريتية عضوية مميزة تعتبر العامل الفعال للحلتيت.
ومن المهم أن يوضع الحلتيت فى أوعية محكمة القفل، حيث أن رائحته الكبرتية القوية النفاذية قد تطغى على باقى الأنواع من الأطعمة المتواجدة فى المطبخ، وقد يمكث الحلتيت سنوات عدة فعال فى الأداء بشرط أن يكون بعيدا عن الضوء، وفى أناء محكم حتى لا تتسرب العناصر الفعالة فيه.
وقد يتواجد الحلتيت فى صورة حبيبات أو بودرة جاهزة لكى تضاف للأطعمة المختلفة عند الحاجة لذلك.
واستخدامات الحلتيت بكميات معقولة إلى حساء الطبخ، أو أن يقلى فى الزيت، أو أن يذاب أولا فى الماء.
ويستخدم الحلتيت بكثرة فى الطبخ الهندى (النباتى)، خصوصا فى غرب الهند حيث تؤدى رائحة الحلتيت القوية إلى تحسين العديد من الأطباق الهندية الأكثر شهرة، كما أن وجود الحلتيت مع أطباق العدس والفاصوليا، والحساء، والمخلالات، يمنع حدوث تكون الغازات الضارة المصاحبة لتلك الأصناف من الأطعمة.
ومن فوائد الحلتيت الطبية والصحية:
أنه مضاد لحالات الانتفاخ التى تصيب الجهاز الهضمى نتيجة تناول الأطعمة المختلفة، ويوصف أيضا لعلاج أزمات الربو، والتهاب الشعب الهوائية، والسعال الديكى، وأن الرائحة النفاذة للحلتيت يقال أنها تقضى على الجراثيم المختلفة التى قد تصيب الإنسان.
حتى أنه يعتقد فى بعض الدول الأوروبية أن وضع قطعة من الحلتيت على شكل عقد حول رقبة بعض الأطفال المرضى قد يذهب عنهم المرض.
كما تدل الثقافات الطبية على أن الرائحة الكبريتية النفاذة للحلتيت تعمل على تسكين بعض حالات الهيستريا، أو ما كان يعرف بمس الجن عند البعض من الناس.
كما أن الحلتيت مضافا لبعض الأعشاب الأخرى القوية يمكن أن يساعد شاربى الخمر على الإقلاع عنها.
والحلتيت صمغ نبات كريه الرائحة والطعم، مر المذاق، أحسنه الرائق المائل للإحمـرار الذي إذا حل في الماء ذاب سريعا وجعله كاللبن.
وقيل أجود ما يكون منه ما كان إلى الحمرة وما هو صافياً شبيهاً بالمر قوي الرائحة، وإذا أحل بالماء كان لونه إلى البياض، هذا الصمغ عرفه الأباء والأجداد بأنه من العلاجات التي تزعج الجن، وكانوا يجعلونه في البخور لطرد الشياطين، ويمكن أن يستخدم مع البخور والزيت والشراب، بل أحيانا يكون سببا بـإذن الله تعالى في خروج السحر المأكول أو المشروب.
وما كتب فى الحلتيت فى الطب القديم مطابق للتطبيقات التى يستخدمها الطب الحديث. وهذا بعض ما قيل عن الحلتيت فى الطب القديم:
وعند ابن البيطار في كتابه (الجامع لمفردات الأدوية والأغذية)، يقول له قوة تجذب جذباً بليغاً، ولهذا السبب هو ينقص اللحم ويذيبه، ومن فوائده أنه ينفع ورم اللهاة كنفع ألفاوانيا أو "عود صليب" من الصرع، وإذا ديف (مزج) بالماء وتجرع على المكان صفي الصوت الذي عرض له البحوحة دفعة، وإذا شرب بالمرّ والفلفل أدر الطمث، ويقول الرازي: رأيته بليغاً في علل العصب لا يعدله شيء من الأدوية في الإسخان وجلب الحمى، فليعط منه العليل كالباقلاة (حبة الحمص) غدوة ومثلها عشية يسقى بشراب جيد قليل، فإنه يلهب البدن من ساعته، وقال في الحاوي: رأيت في كتاب الهند أنهم يعتمدون في الباه على الحلتيت وهو عندي قوي لأنه حار جداً.
وعند ابن سيناء في القانون: يعرف الحلتيت بأنه الأنجدان: منه أبيض وأسود وهو الأقوى.
وهذا الأسود لا يدخل في الأغذية، وأصله قريب الطعم من (الاشترغاز) وطبعه هوائي. والاشترغاز بطيء الهضم وليس هذا في منزلته وإن كان بطيء الهضم أيضاً.
الافعال والخواص:
هو ملطّف، واصله منفخ، وإذا دلك البدن بانجدان وخصوصاً بلبنه جذب الزينة، فهو يغير ريح البدن.
الاورام والبثور: ينفع من الدبيلات الباطنة.
التهاب المفاصل: اذا خلط بدهن ايرسا او دهن الحناء نفع من أوجاع المفاصل خاصة.
الجهاز الهضمى: أصله يجشئ ويعقل البطن، وهو بطىء الهضم ويهضم ويسخن المعدة ويقويها ويفتق الشهوة.
أعضاء النفض: إذا طبخ مع قشر الرمان بخل ابرأ البواسير المقعدية، ويدر وينتن رائحة البراز، ورياح البطن، وهو يضر بالمثانة.
وهو فاتح للشهية، مسهل قوي، مسكن للألم، طارد للديدان، طارد للغازات، جيد لعلاج القلب، يستعمل في الأمراض الباطنية، وضد حالات الجنون، واليرقان. ومفيد لعلاج الهستيريا، والأمراض التشنجية، والذبحة الصدرية، والمغص الانتفاخي، ومن شأنه إسهال البلغم والأخلاط الغليظة إسهالا قويا.
الجرعـة:
1 جم في اليوم (حوالي ربع حجم الحمصة).
كما قيل أن الحلتيت عبارة عن خليط متجانس يشبه مكوناته مكونات المر، إلا أنه يحتوي على كبريت، وفائدته أنه طارد للبلغم مضاد للمغص، ولكن يجب استخدامه بكميات قليلة جدا وعدم الاستمرار في استخدامه.
ويقول عنه داود الأنطاكي: الحلتيت هو صمغ الأنجدان و هو صمغ (المحروث العجمى) وهو صمغ يؤخذ من النبات المذكور أواخر برج الأسد بالشرط على سوق النبات، وأجوده المأخوذ من جبال كرمان وأعمالها، والأحمر الطيب الرائحة الذي إذا حل في الماء ذاب سريعاً وجعله كاللبن، والأسود منه رديء قتال وقوته تبقى إلى سبع سنين.
وهو يستأصل شأفة البلغم، والرطوبات الفاسدة، وينقي الصوت والصدر، ويجلو البياض والأورام، والظفرة من العين، والأرماد الباردة كحلاً، وأوجاع الأذن، والدوى والصمم المزمن إذا غلي في الزيت وقطر.
ويحلل الرياح المتراكمة فى المعدة، وينفع الكبد من الاستسقاء واليرقان، ويقوى الطحال، وعسر البول، والأورام الباطنة، والقروح، والفالج (الصرع) واللقوة وضعف العصب، وارتخاء البدن شراباً، ولكنه يسقط الأجنة.
وإذا لازم عليه من في لونه صفرة أصلحه وعدل لونه، وجذب الدم إلى تحت الجلد، وهو يخرج الديدان ويرفع البواسير، ويذهب الشموصة (آلام تنعقد بين الضلوع) وأوجاع الظهر، وما احتبس من البخارات الرديئة، والصرع، وضعف الباه شربآ.
وإذ تغرغر به مع الخل أسقط العلق أو دود البطن، وطلاؤه يحلل الصلابات، ويذهب الثآليل، وكحله مع العسل يمنع الماء المتدفق من العين، وهو ترياق السموم كلها دهناً وأكلاً، خصوصاً بالجنطيانا، والسذاب، والتين.
وإذا رُش في البيت طرد الهوام كلها، وكذا إن دهن به شيء لم تقربه الهوام، لكنِ رائحته تضر الأطفال في البلاد الحارة كصعيد مصر، وربما أفضى بهم إلى الموت، فإنه يحدث لهم إسهالاً وقيئاً، و حمى وحكة في الأنف.
يصلحه شرب ماء الآس، والتفاح، أو شرب ماء الصندل، وهو يضر الدماغ الحار ويصلحه البنفسج، والنيلوفر، ويضر الكبد ويصلحه الرمان.
استعمالات الحلتيت فى الطب الحديث.
مضاد للتقلصات، ومضاد لارتفاع ضغط الدم، ومضاد للتجلط، ومضاد للبكتريا، وطارد للديدان المعوية، ومدر للطمث المتأخر، ومدر للبول، ومنبه للدورة الدموية، وطارد للغازات، ومنشط جنسى، ومدر للعصارات الهضمية، ومنبه لمركز التنفس، ومقوى للأعصاب، وملين للبطن، ومضاد للإمساك، ويحسن النظر، وطارد للبلغم، وقابض للرحم، ومسكن عام، ويمنع الأرق.
دواعى الاستعمال.
لعلاج حالات السعال، والتقلصات المعوية، ومضاد للتشنجات، ولعلاج حالات الصرع، ومضاد لالتهاب الشعب الهوائية، وأزمات الربو، وموسع للشرايين التاجية، وحالات الشلل، والبرود الجنسى لدى الجنسين، ومطهر للأمعاء ضد حالات الدوسنتاريا، ومزيل لحالات الانتفاخ المعوى ولعلاج تسوس الأسنان، والتهاب الأعصاب، وتقلصات الحنجرة، ولقتل الديدان فى الأمعاء، وعلاج حالات العنة، وحالات الهيستريا، والتهابات الرئتين الحاد والمزمن، وضد السعال الديكى، وعلاج حالات السمنة، وإنتان الأنف، وعسر الهضم، ووهن الأعصاب، والتهاب عظام السمع، وعلاج لحالات الزهرى.
التفاعلات مع الأدوية الأخرى.
يمكن للحلتيت أن يتفاعل مع الأدوية التالية: مضادات التجلط مثل مركبات الكيومارين، مضادات الضغط المرتفع أو الضغط المنخفض، ونظرا لأن الحلتيت مدر للبول، فإنه يمكن أن ينشأ عن ذلك أثار سمية لبعض الأدوية المؤثرة على الكلى، مثل مضادات الالتهابات المختلفة، ومضادات الروماتزم.
والحلتيت يقوى مفعول مرخيات العضلات، ويقلل من فعل الأدوية المخفضة للسكر فى الدم، وربما يقوى من أثر تلك الأدوية المخفضة لضغط الدم.
موانع الاستعمال.
الحساسية من الحلتيت، حالات الردوب القولونية، قرحة المعدة والأثنى عشر، اضطرابات الجهاز الهضمى، مغص الأطفال، التهابات الكلى، الرضاعة، التهابات الكبد، حالات الحمل، ارتجاع المريء، تقلصات القولون العصبى، وتقرحات المعدة والقولون
المضاعفات الجانبية:
إن استمرار تناول الحلتيت لمدد طويلة من الوقت يمكن أن يؤدى إلى حدوث التكريع المستمر، وخروج رائحة من الفم تشبه رائحة البصل، كما أنه يمكن أن يحدث تهيج بأنسجة الحلق، وتورم بالشفتين، وحدوث حرقة واضحة بالمعدة، مع صداع، ودوخة، وانتفاخ بالبطن، وحرقة فى البول، كما يمكن أن تكون هناك بعض أنواع الحساسية الجلدية الناجمة عن تلامس بعض الأفراد لصمغ الحلتيت.
وينبغى عدم أعطاء الأطفال أى من مركبات الحلتيت، حتى لا تحدث مشاكل صحية خطيرة قد تأثر على مادة الهيموجلوبين لديهم وتكوين ما يعرف (الميت هيموجلوبنيميا).
المصدر