الخس
Lettuce
ينتمى الخس إلى الفصيلية اللسينية الزهر Linguliflores. والتى منها الهندباء، والطرخشقون.
وقد وجدت بذور الخس فى الكثير من الاثار الفرعونية القديمة، حتى أنه وجد نقوش كثيرة على المعابد الفرعونية القديمة، منها نقش لنبات الخس على صورة آله الخصوبة والتناسل المشهور والموجود بالأقصر، حيث تبين الصورة تكدس كومات من الخس تحت قدمى إله الخصوبة والتناسل.
ومنذ قدم التاريخ كان يعرف أن الشاي المصنوع من أوراق الخس يعتبر مهدئ ومنوم قبل أن يظهر الأفيون وأثره الضار علي الجهاز العصبي للإنسان.
ويرجع السبب في أن الخس يعتبر عاملا مسكن للآلام ومهدئ للأعصاب، بسبب العصير الأبيض المر الطعم، الذي يخرج من نبات الخس عندما تجرح النبتة، وعندما يجف ذلك العصير الأبيض فإنه يطلق عليه أسم (أفيون الخس) والذي له صفات مشابهة للأفيون في الرائحة والمفعول ولكنه أقل حدة من الأفيون ذاته.
كما أن هذا المركب (أفيون الخس) ليس له مضار علي الجهاز الهضمي، وأنه يعتبر مسكن للآلام، ومكافح للسعال، مثلما يفعل الأفيون والكودايين في هذا الشأن، ولكن بمفعول أقل بكثير ودون الخوف من أي إدمان من تلك المادة.
وجميع أنواع الخس تحمل صفات هذا العصير المهدئ، ويعتبر الخس البري هو أكثرهم غني بتلك المادة المهدئة.
وتستخرج تلك المادة المهدئة من الخس وذلك بجرح النبتة في موسم التزهير، عندما يكون الجذع والساق محتقنة بالعصير، مما يؤدي إلي انفجار الأنسجة التي تتعرض للجرح في ذلك الوقت وتنساب المادة المهدئة إلي الخارج، والتي تجمع بمسحها بقطع من القطن الذي يمتص تلك المادة وتلقي في وعاء مملوء بالماء لكي تذوب، ثم يغلي هذا الماء حتى يتبخر في وعاء مسطح، مما ينتج عن ذلك مادة بنية اللون تشبه الصمغ الراتنجي باقية في الوعاء، وتلك هي ما يطلق عليها (أفيون الخس) وتلك المادة يمكن أن تذوب في الخل، وينتج عنها محلول مهدئ وملطف ومزيل للآلام.
ويوجد بالخس بعض المواد الدهنية والتى من أهمها فيتامين (E) والذى يعتبر من أهم الفيتامينات التى تحافظ على توازن الهرمونات داخل الجسم، وتحفز العامل المنشط للخصوبة عند كل من الرجل والمرأة.
وكذلك تواجد بعض الكربوهيدرات، والبروتينات، إلى جانب غنى الخص بالكثير من العناصر المعدنية مثل الحديد، والفسفور، والكالسيوم، والنحاس، واليود، والكلور، والزرنيخ، والكوبالت، والكاروتين، والمغنسيوم، والكبريت، والكلورات، وغيرها من الفيتامينات والأملاح المعدنية. كما يوجد بالخس أيضا فيتامينات (أ، ب، ج، هـ).
وفي فرنسا يوجد ماء مقطر من الخس، يستعمل كمهدئ عند شربه بمعدل ربع إلي نصف كأس من ذلك الماء.
والطريقة القديمة للتغلب علي الأرق، هي شرب شاي الخس، وذلك بغمر عدد 4 ورقات خارجية من نبات الخس في نصف لتر من الماء لمدة 20 دقيقة، وذلك بعد غسلها جيدا، ويصفي المحلول ويشرب حارا قبيل النوم بقليل. أو أن يؤكل ما شاء من أوراق الخس كآخر شيء يؤكل في المساء قبيل النوم، أو لربما يتم عصر رأس كامل من الخس مع الأوراق في عصارة الجزر او الخلاط المعتاد وشرب ذلك العصير، وهذا من المؤكد سوف يجلب النوم الهادئ المريح لمن يعانون من الأرق المزمن وعدم القدرة علي النوم، وليس هناك ما يوصي به خير من ذلك.
كما يقول الطب القديم عن الخس أنه جيد للمعدة وهو يهدئ من أوجاعها كما أنه سريع الهضم، ومشهى للطعام، ومبرد للجسم، ومنوم، ومدر للبول، ويقلل العطش.
أما إذا شرب منقوع بذور الخس، فإنها تحد من الأحتلام الدائم، وتقطع شهوة الجماع. ومع ذلك تستخرج من البذور زيت بنسبة 35% من وزن البذور، وهذا الزيت شفاف ورائق، وغنى بفيتامين (هـ) المفيد لعلاج حالات العقم، والمحفز للتناسل.
كما أن الخس يعتبر من الخضراوات المميزة التي تحارب سرطان المعدة والجهاز الهضمي، ويستعمل أيضا لعلاج مشاكل الجهاز التنفسي والحد من السعال، إضافة إلي خواصه المسكنة للآلام والمزيلة للصداع، والمهيأة لنوم عميق ومريح.
وماء الخس تريح العيون المتعبة، وتقلل التورم الحادث بالجفون، وعصير الخس مع عصير الخيار يعتبر من السوائل التى تكسب الوجه نضارة ورونقا، حيث تشد الجلد وتقويه وتغذيه.
كما أن تناول الخس لدى المرضعات من النساء، يزيد من إدرار الحليب فى الثدى، مثلما يفعل زيت الحلبة.