الريحان
Basil
Ocimum basilicum
أسم الريحان، أو الريحان الحلو، يطلق على النوع المعروف Ocimum basilicum ويعرف أيضا بعشبة القديس جوزيف، ومن أسمائه الأخرى: الباذروج (فارسية) ريحان - ريحان ملكي - ريحان الملك - جومر (يمانية) حبق كرماني، حبق صعتري - صعتر - حبق نبطي - حماحم - ريحان كبير، حبق بستاني (معجم أسماء النبات).
وتوجد أنواع أخرى من الريحان مثل: O. americanum O. micranthum والريحان ينتسب إلى الفصيلة الشفوية من النباتات، والتى منها نبات النعناع.
وقد ذكر الريحان فى القرآن الكريم فى سورة الرحمن الآية ( 12) " والحب ذو العصف والريحان " صدق الله العظيم.
وتلك الفصيلة من النباتات قد لقيت كثير من الإهتمام عند الدارسين والباحثين فى مجال الأعشاب، لما لها من فوائد جامة على الصعيد الدوائى والعلاجى لكثير من الأمراض. والريحان هو الأكثر حظا فى الاستعمالات العامة، فهو يدخل فى صناعة مشتقات التجميل، والمشروبات، والأدوية، والعطور. كما يوجد الريحان الهندى المقدس لدى الهنود وأسمه Ocimum sanctum .
تاريخ نبات الريحان.
الريحان ينمو تقريبا فى كل أنحاء العالم ذات الجو المعتدل، من شرق العالم إلى الغرب منه، فقد عبر من الهند إلى أوروبا. وكان من التقاليد السائدة فى ذلك الزمان هو أن تضع حزمة من الريحان فى يد الشخص المتوفى، حيث تقوده فى رحلته إلى العالم الأخر فى سلام وأمان.
وكانت براعم الريحان تنثر على قبور المتوفين من الفراعنة فى مصر القديمة، وكان يعتقد من وراء ذلك أنها سوف تفتح لهم أبواب الجنان الأبدية.
وكان الرومان يستخدمون الريحان للتخلص من الغازات الزائدة فى البطن، وكمضاد للسموم التى يمكن أن تتسرب لأجسادهم، ويستخدم أيضا كمدر للبول، ومدر للحليب فى أثداء الأمهات الرضع.
كما كان يستخدم الريحان الجاف كا ( نشوق ) عن طريق الأنف للتخلص من نوبات الصداع العصبى، ومدر لإفرازات الجيوب الأنفية تمهيدا لطردها إلى الخارج. وفى اليابان، يستخدم الريحان لعلاج نوبات البرد العام.
وفى المكسيك كان الريحان يستخدم لجلب الحظ، ولطرد الأعين الشريرة من أن تصيب أحد بسوء.
وفى الهند يعتبر الريحان من النباتات المقدسة، نظرا لأنه يمثل النبات التى تمسكه زوجة الإله الذى يحافظ على الحياة فى المعتقدات الهندية. وقد دخل الريحان إلى أسبانيا عن طريق العرب القادمين من المغرب العربى.
ولا عجب أن الأسم اليونانى للريحان هو (basileus) ومعناها (الملك)، وهذا دلالة على أن الريحان كان محرما زراعته لدى العامة، ويزرع فقط فى القصور الملكية المقامة فى ذلك الوقت.
المكونات الكيميائية للريحان.
يوجد العديد من المكونات الكيميائية فى نبات الريحان، حيث تحتوى الأوراق الجافة على 0.2 – 1 % من الزيوت الأساسية. وأهم محتويات تلك الزيوت هو مركبات اللينالول linalool، والميثيل كافيول methylchaviol، كما يوجد كذلك مركب السينول cineole، وتوجد أيضا أملاح الكالسيوم والبوتاسيوم.
علاوة على وجود حمض الكافييك Caffeic acid وحمض (ب- كيوميرك) وحمض (ب – كيمين p-Cymene) وهما يعرفا بالفينولات، والليمونين Limonene المضاد للسرطان، والميثيل سنيمات Methyl cinnamate ، والميرسين Myrcene، والألفا بينين alpha-Pinene والبيتابينين B-Pinene والكورستين Quercetin، والروتين Rutin والصافرول Safrole والألفا تربنين alpha-Terpinene ، والتريتوفانTrytophan، كما يحتوى الريحان أيضا على البيتا كاروتين، والكالسيوم، وفيتامين (ج).
استعمالات الريحان الطبية، ومدى فاعليته.
لعل كل أجزاء نبات الريحان، من أوراق، وزيوت، وأزهار، وحتى جذور الريحان، كلها مفيدة، وتستخدم فى النواحى الطبية والعلاجية. زيت الريحان يحتوى على مواد مضادة لأنواع عديدة من البكتريا الضارة مثل: Staphylococcus aureus, Salmonella enteritidis and Escherichia coli.
كما أن له خواص مضادة للفطريات مثل Candida albicans Penicillium notatum, and Microsporeum gyseum
وزيت الريحان يعتبر طارد للحشرات الطائرة مثل الذباب والبعوض، وحتى يرقات البعوض، بتركيز 113 – 283 جزء فى المليون يمكن أن يقضى على 90 % من يرقات البعوض.
ويستخدم الريحان فى الهند لمعالجة متعاطى المواد الكحولية، ولحالات الإغماء وشرود الذهن، والصداع، ولوجع الأذن، والصمم، وفى الفليبين كمقوى عام للجنس، وعلاج مضاد للفطريات، وعلاج لرائحة الفم الكريهة.
وفى الصين لعلاج عضات الكلاب والثعابين موضعيا، ولتنشيط الدورة الدموية، ومضاد للالتهابات، وأنواع من العدو البكتيرية، وكذلك لعلاج أمراض الكلى.
وفى اليونان لعلاج حالات الإكتئاب النفسى، وعلاج للثآليل الجلدية الناجمة عن بعض الفيروسات. وفى كردستان والعراق، لعلاج حالات الإسهال. وفى تركيا والسودان كمدر للبول. وفى السلفادور كمنظم للدورة الدموية. وفى أوروبا وأجزاء كثيرة من العالم يستخدم الريحان كطارد للغازات، والمغص المعوى، ومضاد لبعض الأنواع من الأورام التى تصيب الحجاب الحاجز. وفى تركيا وفيتنام لعلاج وجع الحلق والأسنان.
يوجد فى الطبيعية حوالى 150 نوع من أفراد عائلة الريحان، ما بين مستديم وموسمى، ولعل أشهرها وأهمها هو الريحان الحلو، كما يوجد أيضا ريحان القرفة Cinnamon O. وريحان الليمون O. basilicum ‘Citriodora’. ويحتوى زيت الريحان على مركبات تشبه القرفة، وأخرى تشبه الينسون، والقرنفل، والليمون، والورد، والزعتر، والكافور فى الطعم والرائحة.
وتستخدم أوراق الريحان الطازجة أو الجافة على أنها من التوابل التى تدخل فى طبخ العديد من أطباق الطماطم الشهية، وعمل الصلصة الخاصة بالمكرونة، وكذلك فى طبخ العديد من أطباق الخضراوات، والحساء أو الشوربة.
وزيت الريحان يستخدم فى عديد من الصناعات مثل: عمل النكهات، أو فى صناعة العطور، والصابون، وكريمات الأسنان، ومصففات الشعر، وغسول الفم، والزيوت الفواحة.
ومن الناحية الطبية، فإن الريحان يستخدم للحد من نوبات البرد، والأنفلونزا، ومشاكل عسر الهضم، والتقلصات المعوية، والنزلات المعوية، والصداع النصفى، وحب الشباب، ولسع الحشرات، وعض الهوام والثعابين، والعدوى الجلدية، وطارد للحشرات.
والريحان الهندى المقدس يستخدم فى علاج التقلصات المعوية، ومسكن للألم، ومقو عام للجسم، ومخفض لضغط الدم، وأيضا فهو مخفض لمستوى السكر فى الدم، ومخفف للحميات.
واستنشاق البخار المتصاعد من مغلى الريحان يقلل من احتقان الفم والأنف، ووضع بعض أوراق الريحان الطازجة المهروسة على الجرح أو الالتهابات الجلدية، والحكة، فإنه يقلل منها ويبرئها.
وتناول الشاى المصنوع من أوراق الريحان مع القليل من أوراق عشبة الأم motherwort، فإن ذلك يمنع احتجاز المشيمة فى رحم الأم بعد الولادة.
وصبغة الريحان مع صبغة الدرقة skullcap يمكن أن تجلب النوم المريح لمن يعانى من الأرق أو عدم القدرة على النوم.
وعصير أوراق الريحان ينفع من حالات السعال الحاد والمزمن، كما أنها تساعد على إزالة التوتر العضلى، والتخفيف من الإجهاد البدنى.
أما بخار زيت الريحان المتصاعد من الفواحات المعدة لذلك، فهو مفيد للحد من احتقان الجيوب الأنفية، ويجلب الهدوء النفسى والطمأنينة، ويساعد على الاسترخاء، ويزيل التوتر والإجهاد الذهنى. كما يمكن استخدم الزيت فى تدليك الصدر لمعالجة السعال، كما أن الزيت يعتبر طارد للحشرات المختلفة.
وتستخدم بذور الريحان فى عمل اللبخات التى توضع على الجروح الصغيرة فتبرئها، والمرهم أو الكريم المصنع منها يعالج حب الشباب، أما الشاى المصنوع من حبوب الريحان، فهو مفيد للاسترخاء، وجلب النوم المريح.
ومضغ بضع أوراق من الريحان قبيل تناول الطعام، يساعد على تحفيز الهضم وذلك بزيادة العصارة المعدية، بينما يقلل من حدوث الغازات وتطبل البطن.
وفى الصين يستخدم الريحان كمدر للبول، ولعلاج القروح التى تصيب اللثة، ومطهر لمجرى التناسل قبل وبعد الولادة.
وفى الطب الهندى (الأيروفيداك) يستخدم الريحان المقدس فى علاج الحميات المختلفة، والملاريا، وعسر الطمث، ووجع الأذنين، والوصفة التقليدية التى تستخدم فى هذا الشأن هى تناول كل من الفلفل الأسود، والزنجبيل، والعسل للحد من أثر الحميات الضار على الجسم.
كذلك يبدى الريحان من نوع Ocimum canum sim، أو ما يعرف بالريحان المقدس (تولاسى - Tulasi)، مفعولا إيجابيا فى علاج حالات ضغط الدم المرتفع، وكذلك فى علاج مرض السكرى، وكذلك يساعد فى علاج النزلات الشعبية، وأزمات الربو الصدرية. والريحان محبب للقلب، وهو ينظم عمل الجسم ويجعله أكثر مقاومة ضد الضغوط النفسية. وإن كان (يقلل من إنتاج الحيوانات المنوية لدى الرجل).
والريحان يقلل من نسبة الكيتونات فى البلازما أو ما يعرف (بحموضة الدم)، ويعتبر مضاد للأكسدة، ومنشط لتوالد كريات الدم الحمراء.
وزيت الريحان الفواح مع زيت أكليل الجبل rosemary، وزيت الأيكاليبتوس eucalyptus وزيت خشب التَّنُّوب fir، مفيد لكثير من المرضى المصابون بالنزلات الشعبية.
كما وجد الباحثون فى المركز الهندى لعلوم الحياة - جامعة نهرو – قسم علوم السرطان والبيولوجى - بالهند - أن تناول الصبغة الكحولية المصنعة من الريحان الحلو بجرعات فى حدود 200 – 400 ملليجرام يوميا، من شأنه أن يعمل على أن ينشط من عمل الإنزيمات المختلفة فى الكبد والجسم المضادة للأكسدة، وبالتالى يقلل من الإصابة بالأمراض السرطانية، خصوصا سرطان (حلمات الجلد، وفم المعدة papillomas) والتى يمكن إحداثها فى حيوانات التجارب عن طريق حقن المواد السرطانية المسببة لذلك.
كما أن تناول أوراق الريحان يحد بشكل كبير من معدل حدوث الكثير من الأمراض السرطانية المختلفة.
محاذير استعمال نبات الريحان.
نظرا لوجود الكورستين وهو من أنواع الفلافينويدات، ربما يكون تناوله بكميات كبيرة غير مرغوب فيه. أما مركب الصافرول الموجود ضمن المواد التى يحتوى عليها الريحان قد منع أضافته للمياه الغازية، لأنه قد يسبب بعض المشاكل الصحية إذا ما تم تناوله بكميات كبيرة.
ولا يجب استعمال زيت الريحان سواء كان من الداخل أو الخارج لدى السيدة الحامل، أو المرضعات من النساء، ولا يجب إعطاءه للرضيع أو صغار السن من الأطفال.
كما يجب الحذر من تناول الريحان (الحلو) بكثرة للمرضى الذين يعانون من مرض السكر.