السلينيوم
Selenium
"لقد حان الوقت للتوقف عن تجاهل الحقائق". هذا ما قاله الدكتور - باص ووتر - في كتابه (السلينيوم طعام وغذاء).
فلو أنك كنت تريد الحفاظ علي صحة جيدة، ولو أردت أن تدعم الجسم ضد العدوي المختلفة وتضمن حياة ذات حيوية ونشاط مستمر، فلابد لك من الحصول علي مزيد من عنصر السلينيوم في طعامك اليومي.
وأستطرد الدكتور – باص - يقول: "السلينيوم يلعب دور هام وحيوي في منع حدوث أمراض القلب المختلفة، ومنع العديد من أنواع السرطان من إصابة الجسم بالأذي".
كما أن الاستخدام الأمثل للسلينيوم يقلل من مظاهر الشيخوخة، ويقوي الجهاز المناعي للجسم، ويدعم الجسم بالنشاط والحيوية.
والسلينيوم عنصر فلزى (معدنى) ورقمه الدورى فى جدول مندليف هو (34). وفائدته للجسم أنه يحافظ علي المفاصل سليمة، ويبعد حدوث المياه البيضاء بالعين (الكتراكت) ويحول دون إصابة الجسم بالعدوى المختلفة، كما أنه يدعم كفاءة الجهاز التناسلي لكل من الرجل والمرأة. كما أنه يدعم جدران خلايا الجسم جميعها والبالغ عددها حوالي 60 ترليون خلية حية في جسم الإنسان.
السلينيوم وأثره علي أمراض السرطان.
هناك العديد من الأدلة والأبحاث العلمية التي تدل علي أن السلينيوم يحمي الجسم من حدوث الأمراض السرطانية، بل أن المصابون بالسرطان تقل لديهم الأورام في الحجم، إذا ما أحتوي غذائهم علي قدر كاف من السلينيوم.
تناول السلينيوم يعتبر خطوة عملاقة نحو الحد من حدوث الأمراض السرطانية في الجسم، لأنه يمهد الطريق نحو انحسار عالم السرطان إلي نسبة من 80 – 90 % عما لو لم يكن هناك عنصر السلينيوم موجود في الطعام.
والجرعة المثلي المأمونة هي 200 ميكروجرام في اليوم من عنصر السلينيوم، وتلك الجرعة كفيلة للحد من حدوث كثير من أنواع السرطان الشائعة، والتي منها سرطان الثدي، والقولون، والحلق، والمعدة، والأمعاء، والمستقيم، والمثانة.
ولا أدل علي ذلك من المشاهدة العلمية التي أثبتت أن نسبة سرطان الثدي في النساء الآسيويات هي واحد علي سبعة مقارنة بمثلهن من النساء الأمريكيات.
والسبب فى ذلك يرجع إلى أن النساء الأمريكيات يأكلن ما نسبته 25 % فقط من عنصر السلينيوم المقرر أكله مقارنة بالنساء الأسيويات اللائي يأكلن 100 % من عنصر السلينيوم في مواد الطعام اللائي يحصلن عليها.
ويلعب السلينيوم دورا كبيرا في محاربة الشقوق الحرة، والبيروكسيدات التي تسبب للخلايا نوعا من التحول إلي الطور السرطاني في الجسم.
السلينيوم ودوره في حماية القلب من الأمراض.
في دراسات علمية عديدة أثبتت أن السلينيوم ضروري وهام للحماية من ارتفاع ضغط الدم، ومن الجلطات المخية، والنوبات القلبية، وتلف الكليتين نتيجة ارتفاع ضغط الدم.
والسلينيوم مفيد لعضلة القلب ذاتها، ويعمل علي الحد من آلام الصدر الملازمة للذبحة الصدرية.
في ظاهرة علمية لفتت أنظار الأطباء الصينيون، أن أمراض القلب بين الأطفال في أحد المقاطعات الصينية، كانت عالية الحدوث بشكل ملفت للنظر في تلك المقاطعة، وفي تحليل للتربة الزراعية بتلك المقاطعة، وجد أن عنصر السلينيوم بها منخفض جدا، وكان رد فعل الأطباء، هو إعطاء جرعات من السلينيوم قدرها 1000 ميكروجرام في الأسبوع لكل من هؤلاء الأطفال المرضي بالقلب، وكانت الدهشة كبيرة، إذ لم يستغرق الأمر طويلا، حتى تعافي جميع هؤلاء الأطفال من مرض القلب، وتحسنت حالتهم تماما بعد تناولهم تلك الجرعات من السلينيوم.
وفي دراسة أخري علي الحيوانات لبيان أثر السلينيوم علي القلب، أعطيت تلك الحيوانات طعام خال تماما من السلينيوم، وكانت النتيجة أن تلك الحيوانات قد أصيبت بتكلس في عضلة القلب أو ما يعرف علميا - مرض تحلل العضلات المخططة - والذي يطلق عليه الأسم العلمي (مرض زنكرز Zenker,s disease ).
أيضا فإن ألياف بركنجيPurkinje fiber والتي توجد داخل عضلة القلب، والتي هي المسئولة عن توزيع الكهرباء داخل عضلة القلب، ومن ثم تنظيم ضربات القلب مجتمعة، وجد أن تلك الألياف قد تصاب أيضا بمرض التحلل العضلي من جراء النقص الشديد لعنصر السلينيوم في مواد الطعام.
ومن الملاحظات الفسيولوجية علي الحيوانات عند استئصال قلوبها لأسباب علمية وتجريبية، لوحظ أن الحيوانات التي تعاني من نقص فى عنصر السلينيوم، فإن قلوبها تطوي علي بعضها بعد الاستئصال في حالة من التراخي وعدم ثبات الجدران، بينما قلوب الحيوانات الأخرى التي تتمتع بنسبة عالية من السلينيوم في دمائها، فإن قلوبهم تكون في حالة متماسكة ومنتصبة الجدران عند استئصالها.
والسلينيوم في النهاية هو عنصر هام لإنتاج أنزيم هام للحفاظ علي سلامة القلب من الأمراض، وهو أنزيم (أنزيم كيو 10 المساعد - COQ10).
السلينيوم وأثره الواقي من أمراض التحوصل في الأعضاء المختلفة من الجسم.
أثبت الدكتور - جول ولش - في عام 1970م. أن حدوث مرض التحوصل (Cystic fibrosis) لدي الأطفال إنما يرجع إلي أن الأمهات الحوامل لهؤلاء الأطفال كن يعانين من نقص شديد لعنصري السلينيوم والزنك في دمائهن أثناء الحمل لهم.
وخلصت الدراسة إلي أن عدد من مرضي التليف الحويصلي بالرئتين، وعددهم 50 مريضا تتراوح أعمارهم ما بين 3 أشهر و50 عاما، وضعوا علي حمية من طعام خال من الزيوت النباتية مع قدر من عنصر السلينيوم تتراوح جرعته ما بين 25 – 300 ميكروجرام في اليوم. وكانت النتيجة أن تحسنت صحة الجميع من المرضي.
ومن مظاهر التحسن الأكلينيكي عند الأطفال المصابون بتحوصل الرئتين: هو أن الطفل يتم الإخراج لديه بالمعدلات الطبيعية، وتتضائل كمية المخاط الذي يطرد من الرئتين، مع زيادة ملحوظة في نشاط الطاقة الجسمية والحيوية، وتحسن الحالة العامة للجلد والشعر، ويتضائل شكل عصا الطبلة (Club fingers) المرضى من أصابع اليدين والقدمين، وحدوث زيادة في الوزن، مع زيادة المقاومة ضد العدوي المختلفة.
السلينيوم ومرض ضمور العضلات المزمن.
فقد أصبح من المعلوم أن السلينيوم يحمي حيوانات التجارب من حدوث مرض ضمور العضلات الناتج عن سوء التغذية.
وقد طبقت الدراسة علي مرض ضمور العضلات في الإنسان، ووجد أن السلينيوم مع فيتامين E يمكن أن يقدما خدمة جليلة لهؤلاء المرضي للتعافي من هذا المرض.
فكلا من السلينيوم وفيتامين E. هامين لإنتاج مادة (Unbiquinone) أو ما يعرف بأسم مساعد أنزيم كيو 10 - (Coenzyme Q10) في الجسم.
فقد أستفاد الكثير من مرضي ضمور العضلات المتأخر من تناول كل من فيتامين E بجرعة قدرها 2000 وحدة دولية، وفيتامين C بجرعة قدرها 3 جرام، مع تناول الأطعمة الغنية بالسلينيوم مثل الجبن المخضوض (الجبن القريش) والتونة، والأسماك عموما.
وكانت النتيجة أن انخفضت مستويات دهون الدم، والكولستيرول، والأهم من ذلك إنخفاض مستوي أنزيم CPK وهو العامل الأهم لبيان مرض ضمور العضلات، ربما من 610 إلي 140 في بعض من تلك الحالات المعالجة، حيث أن الرقم 140 هو الحد الأقصى الذي قد ينبأ بحدوث مرض ضمور العضلات لاحقا.
وقد أفاد البحث في عنصر السلينيوم عن مدي أهميته للصحة العامة، وأم أهم مصادر عنصر السلينيوم المتوفرة في الطبيعية تأتي من الخبز الكامل دون فصل النخالة منه، ولحوم الأعضاء الحيوانية مثل: الكبد، والكلي، ومنتجات نخالة الحبوب المختلفة، والجبن القريش، ولحوم الأسماك الزيتية، مثل لحم التونة والسردين والرنجة وغيرهم.
والجرعة المثلي من السلينيوم في اليوم هي ما بين 150 إلي 200 ميكروجرام، لكل الأعمار، ولا سمية من تناول جرعات أكبر من السلينيوم حتى 800 ميكروجرام في اليوم.