الشانكا بيدرا
Chanca Piedra
Phyllanthus urinaria
الشانكابيدرا CHANCA PIEDRA وهو الأسم الأسبانى للعشبة. وترجمته الحرفية محطم أو كاسر الحصى. أما أسمها الدارج فى اللغة الماليزية فهو (Dukung anak) أو النبتة الحاملة لخلفتها من الحبوب.
أما أسمها العلمى (Phyllanthus urinaria) أو تامالاكي (Taamalakee) فى اللغة الهندية. وتوجد أنواع أخرى أقل أهمية مثل نوع (P. amarus).
الوصف العام للعشبة.
هى فى المجموع شجيرات عشبية خضراء اللون، تستخدم أوراقها فى الطب الهندى لعلاج كثير من الأمراض، والتى يأتى على قائمتها أمراض الجهاز الهضمى، وأمراض الجهاز التناسلى، وعلاج للكبد، والكلى المتعبة.
وتوجد العشبة بكثرة فى الغابات المطيرة، مثل حوض الأمازون، وجزر البهامس، وجنوب الهند والصين، وماليزيا، وأندونسيا، وهى تنتشر على شكل شجيرات عشبية أما منفردة أو فى مجموعات.
ولعله من المفيد معرفة أن هذا النوع من النبات يوجد منه فى الطبيعية حوالى 600 نوع، ما بين شجيرات، وأشجار كبيرة، وأعشاب مختلفة الطول والتفرع.
وهى منتشرة فى بلدان عدة من العالم، فى المناطق الأستوائية وتحت الأستوائية، كما سبق الذكر، ولعل الأمر يختلط أحيانا ويحدث الخلط بين الأنواع المختلفة من تلك العشبة.
وأهم من أستعمل تلك العشبة والتعرف على فائدتها عن قرب هم السكان المحليين فى حوض الأمازون، وفى البرازيل، على أنها مفيدة فى تفتيت حصوات الكلى المتكونة فى المسالك البولية.
ومن الناحية الأكلينيكة فقد ثبت جدوى التداوى بتلك العشبة لدى المرضى المصابون بالتهاب الكبد الفيروسى.
كما أن الخلاصة المستخرجة من تلك العشبة لها تأثير مخفض للسكر فى الدم، وأنها مضادة للعدوى الفطرية، ومضادة أيضا لحدوث السرطان.
مدى أهمية استخدام الشنكابيدرا فى علاج حالات التهاب الكبد الفيروسى الحاد من النوع (A) و (B) وكذلك الأنواع التى ليست هى (A) ولا (B) وذلك فى دراسة علمية مفتوحة نعرضها عليك فى سطور:
وجد أن فاعلية تلك العشبة الهندية فى علاج حالات التهاب الكبد الفيروسى الحاد من نوع (AVH) تم تقييمها بالتوازى للمقارنة مع تناول هؤلاء المرضى بالكبد للعقار الدوائى المعروف (إيسنشيل Essentiale) وهو - مركب دهنى مفسفر - مشتق من خلاصة زيت الفول الصويا، ويستخدم منذ زمن بعيد فى علاج أمراض وكسل الكبد.
وقد تم مقارنة تلك المجموعتين مع مجموعة ثالثة تتناول فقط بعض الفيتامينات وأعتبار تلك المجموعة الثالثة هى (كنترول أو ضابط التحكم فى المقارنة).
وكان عدد المرضى فى تلك الدراسة هو 93 حالة عشوائية، من المصابين بمرض التهاب الكبد الوبائى من النوع (AVH)، وكان من تلك الحالات نسبة 25.8% من عدد المرضى يعانون من الألتهاب الكبدى من النوع (AVH)، بينما 52.6 % من المرضى يعانون من الألتهاب الكبدى الفيروسى من النوع (ب) أو (HBV) بينما
هناك 19.3 % من المرضى تم تشخيصهم على أنهم ليسوا مرضى من النوع
(A) أو من النوع (ب) أو (NANB).
وخلصت الدراسة بعض إنقضاء مدة العلاج وهى - أربعة أسابيع - مع المتابعة المستمرة لحالة المرضى، وأعتبار الفئات مقسمة من ناحية نوع العلاج الممنوح لهم.
وقد كانت النتيجة أن كل مرضى الالتهاب الكبدى المختلف النوع الذين تناولوا (الشانكابيدرا) وهؤلاء الذين تناولوا (الأيسنشيل) قد تحسنت صحتهم أكلينيكيا، ومعمليا، مقارنة بمجموعة التحكم أو الكنترول الذين تناولوا الفيتامينات فقط فى تلك الدراسة.
وقد استجاب مرضى الالتهاب الكبدى من نوع(HBV) الحاد إلى العلاج بعشبة (الشانكابيدرا) وتماثلوا للشفاء أسرع من هؤلاء المرضى الذين تناولوا دواء (الأيسنشيل) فى الدراسة.
وكهذا يبدو أن تناول تلك العشبة لمرضى الالتهاب الكبدى تعجل بتسريع الشفاء لهؤلاء المرضى، والعمل على سرعة جلاء السطح المتحسس لفيروس الكبد (B)
بنسبة 86.9% من جسم المريض، وفى خلال مدة زمنية قدرها 3 أشهر من تاريخ العلاج، بينما دواء (الايسنشيل) وحده يمكنه أن يزيل 50% فقط من السطح المتحسس لهذا الفيروس من الجسم، وفى نفس المدة.
وأهم استخدامات عشبة (الشانكابيدرا) الأخرى هى:
مسكن للآلام، ومضادة للالتهابات المختلفة، ومضادة للبكتريا، والتهابات الكبد الفيروسية، ومضادة لتكون حصوات الكلى، ومفتت للحصوات المتكونة أصلا.
كما أنها تستعمل ضد الملاريا، والأمراض السرطانية، وطاردة للديدان، وكمضاد للتقلصات، وطاردة للرياح، وهاضمة للطعام، ومدرة للبول، ومنشطة للكبد، ومخفض لمستوى السكر المرتفع فى الدم، ومخفض أيضا لضغط الدم المرتفع.
واستعمالات العشبة الأخرى هى لعلاج التقلصات المعوية، مرض السكر، الملاريا، والدوسنتاريا، والحميات المختلفة، والأورام، والصفراء، والتهاب المهبل، وعسر الهضم.
والنبات يعتبر فى الإجمال مسكن للآلام، ومعرق، وطارد للرياح، ومهضم للطعام، ومدر للطمث، وملين للبطن، ومشهى للطعام، وطارد للديدان المعوية.
أهم العناصر الكيميائية الموجودة فى العشبة.
والعشبة غنية بمواد الفيتوكيميكال الهامة لحماية الجسم من كثير من الأمراض، كما يوجد بها القلويدات، والأستراجالين، والبريفيوفولين، حمض الكربوكسيليك، وحمض الايلجييك، والجالوكتشين، والليجنين، وسليسيلات الميثيل، والروتين، والكورستين، والصابونيات.
والعشبة لها تاريخ طويل فى علاج كثير من الأمراض وفقا لطبيعية تواجدها فى المناطق الأستوائية المختلفة.
وتستخدم النبتة كلها فى هذا الغرض خصوصا الأجزاء الهوائية منها، حيث يتم إما نقعها، أو غليها كشاى يعد للشرب، كما توجد فى شكل كبسولات معبأة وجاهزة للبلع.
ولربما يكون أهم منافع تناول تلك العشبة هو للتعامل مع حصوات الكلى وحصوات المرارة، والتهابات الكبد، ونزلات البرد، والسل الرئوى، وأنواع أخرى من العدوى الفيروسية، وحالات الأنيميا، والصفراء، وسرطان الكبد، وأمراض العدوى البكترية، مثل التهاب المثانة، والبروستاتة، والأمراض التناسلية المعدية، والتهاب المسالك البولية بالإجمال.
ولعل أول من أستعمل تلك العشبة فى التخلص من حصوات الكلى، ومنذ عام 1990م. هى مدرسة (بيوليستا) للطب فى - ساو بولو - بالبرازيل، حيث جرت الأبحاث على كل من الإنسان والحيوان، وأظهرت نتائج مشجعة فى هذا الصدد.
وببساطة كان المريض يتناول الشاى الخفيف المصنوع من العشبة، وعلى مدى 3 أشهر متواصلة من العلاج، حيث دلت النتائج على أن هذا النوع من الشاى قد صادر الحصوات المتكونة فى الجهاز البولى إلى خارج الجسم.
كما كانت هناك تقارير طبية تفيد أنه كان يصاحب تناول شاى تلك العشبة إدرار للبول، وزيادة إفراز عنصر الصوديوم، والكرياتين خارج الجسم، وهذا أمر هام جدا بالنسبة للمرضى الذين يعانون من قصور فى وظائف الكلى. ومن هنا فإن كلية الطب فى ساو بولو قد دربت جيل من الأطباء على التخلص من حصوات الكلى فقط باستخدام الأعشاب، ودون الحاجة لإجراء عمليات جراحية فى هذا الشأن. وتوجد العشبة فى الكثير من صيدليات البرازيل، ويسهل الحصول عليها.
وفى عام 1999م. أفادت دراسة معملية إلى أن خلاصة العشبة قد أظهرت تأثيرا قويا فى منع تكون بلورات حصوات الكلى من نوع أكسلات الكالسيوم
(وهى البلورات الأساسية التى يقام فوقها بناء جميع أنوع الحصى بالمسالك البولية).
وفى عام 2002م. خلصت دراسة حيوية على حيوانات التجارب إلى أن الخلاصة المائية للعشبة تحول دون تكون الحصوات فى الجهاز البولى لتلك الحيوانات، بالإضافة إلى أن العشبة مرخية للعضلات الملساء المكونة للحالب والمثانة، وبذلك تسهل نزول الرمل البولى بسهولة ويسر إلى الخارج.
وقد نجح استعمال العشبة فى إزالة حصوات الجهاز البولى بنسبة 94% فى خلال أسبوع أو أثنين من العلاج بخلاصة العشبة.
والعشبة ذات أثر جيد فى التخلص من حصوات المرارة، حيث تزيد من إنتاج العصارة الصفراء بالمرارة، وتقطع المجال على تكون الحصى بها، كما أنها تخفض من مستوى الكولستيرول، والدهون الثلاثية المرتفع فى الدم.
ولعل أهم العناصر الموجودة فى العشبة والتى تعمل على خفض ضغط الدم المرتفع، يعزى إلى وجود مركب (الجيرانين geraniin)، وهو الذى يبدى الأثر الفعال فى خفض الضغط الإنقباضى للشرايين، كما أنه يساعد على طرد عنصر الصوديوم الزائد فى الجسم. ولهذا العنصر أيضا أثار مخففة للألام توازى 7 مرات قوة الأسبرين مع الفرق بأن تناول الأسبرين قد يضر المعدة أو الكلى، بينما تلك المادة ليس لها أى آثار جانبية تذكر، وهذا ما يعزى إليه الفضل فى تسكين تلك الآلام المبرحة التى تعصف بمريض حصوات المسالك البولية، عند محاولات خروج الحصوات إلى خارج الجسم.
وتوجد حبوب مصنعة من العشبة، تباع فى الهند منذ عام 1929م، تحت أسم (بنرنافا (Punarnava بغرض إدرار البول المتراكم فى الجسم. ولعل المنفعة الهامة للعشبة أيضا هى أنها مفيدة فى خفض مستوى السكر المرتفع فى الدم، وأنها تعمل أيضا على حماية الأعصاب الطرفية من الأثار السيئة لزيادة نسبة السكر فى الدم نظرا لوجود مركبات الفيتوكيميكال فيها، وعلى رأسها حمض الأيليجيك.
ولعل قيمة العشبة فى توفير الحماية للكبد (antihepatotoxic) حازت على قدر كبير من الإهتمام العلمى والدراسات المخبرية. فقد وجد أن العناصر الفعالة والهامة فى العشبة يرجع إلى وجود أثنين على الأقل من المواد النبيلة والتى تسمى (بالفيتوكيميكال) وهما الفيلانثين (phyllanthin)، والهيبوفيلانثين (hypophyllanthin). وتلك المواد يعزى لها الفضل فى حماية الكبد لدى الأطفال من الإصابة الفيروسية، كما أن العشبة علاج هام لمكافحة حدوث مرض الصفراء.
وقد أكد العلماء الذين درسوا خصائص العشبة وأثرها فى خفض نسبة الكولستيرول فى الدم، على أن العشبة تحمى أيضا خلايا الكبد من الأثر الضار لشرب المواد الكحولية، والتى يمكن أن تؤدى إلى حدوث موت مؤكد بخلايا الكبد، ومن ثم تدميره فى النهاية بعد تحوله إلى كبد متدهن.
كما أن العشبة تحمى الكبد من بعض العناصر الأخرى السامة التى قد تدخل الجسم بطريقة ما أم بأخرى.
وقد أفاد الباحثون الهنود أن العشبة ممكن أن تكون علاجا أوحدا لحالات الإصابة بالصفراء التى تصيب بعض الأطفال نتيجة مرض بالكبد.
وكذلك أكد الباحثون الإنجليز الذين درسوا العشبة، على أن الأطفال الذين يعالجون بالعشبة من أثر إصابة الكبد الفيروسية وحدوث الصفراء، وجد أن هؤلاء الأطفال يمكن أن يتماثلوا إلى الشفاء خلال خمسة أيام من تناولهم تلك العشبة كعلاج أوحد لهذا السبب.
وأكدت دراسة تمت فى الصين على أن تناول عشبة الشنكابيدرا بجرعات قدرها
(900 ملليجرام من أوراق العشبة مرتين فى اليوم) تساعد هؤلاء المرضى البالغين فى التغلب على إصابة الكبد بالالتهاب الفيروسى الحاد، والتماثل إلى الشفاء فى سرعة وجيزة.
وفى دراسة بحثية على فئران التجارب المصابة بسرطان الكبد، والتى تمت على عدد
(2000 من الفئران) الذين تناولوا الخلاصة المائية للعشبة عن طريق الفم، قد زادت أعمار تلك الفئران مقارنة بفئران أخرى لم تتلقى العشبة.
ووجد أن الفئران التى حصلت على العشبة قد زادت أعمارها إلى 52 أسبوع، مقارنة مع الفئران الأخرى التى وقفت أعمارها عند 33 أسبوع نتيجة للإصابة بالمرض.
وفى دراسة رابعة قام بها مجموعة من الباحثين على فئران التجارب، وجدت أن تناول العشبة فى صورة خلاصة مائية بصورة وقائية، والذى تم بعده حقن مواد سرطانية فى أكباد تلك الفئران بغرض إصابتهم بالسرطان. وكانت محصلة النتائج هى: أن تناول تلك العشبة بجرعات مطردة تؤثر إيجابا على مرض السرطان، أي كلما زادت الجرعة العلاجية، كلما نقصت أعراض الإصابة بمرض السرطان على تلك الفئران.
وعليه فإن تناول العشبة يمكن أن يخفض من حدوث الإصابة بسرطان الكبد، كما أنه مفيد فى خفض نسبة الإنزيمات المحرضة على الإصابة بالسرطان، والعمل على انتشاره فى أجزاء أخرى من الجسم، وأيضا فإنها تخفض من الدلالات الكيميائية الدالة على حدوث الإصابة بالسرطان، أو تلك التى تدل على إصابة الكبد بالأذى.
ولذلك فإن تلك الدراسات قد أكدت على أن تناول العشبة له خصائص حميدة وقائية على مرضى السرطان، إذا ما قورن ذلك مع تلك المواد الكيميائية التى تستهدف قتل الخلايا السرطانية فى الجسم، ومن ثم فقد تقتل الجسم كله.
كما أن تناول العشبة يمكن من وقف انتشار خلايا السرطان فى كل الجسم، وذلك بالحفاظ على الحمض النووى للخلايا سليما، وكذلك بالعمل على تثبيط عمل الإنزيمات التى تساعد فى تكاثر الخلايا السرطانية بالانشطار إلى عديد من الخلايا الأخرى السرطانية.
وإن جرعات بسيطة من العشبة بقدر 25 مليجرام لكل كيلو جرام من وزن الجسم، قادرة على حماية الكرموزومات الموجودة فى الخلايا عند تعرضها للإشعاع وبجرعات قدرها 4gy من أشعة جامة المدمرة.
ولعل الموقع الأخير لتلك الأبحاث التى تم نشرها، والتى كانت أكثر تعمقا والأكثر جدلا، هى تلك الأبحاث التى كانت تستهدف العلاقة ما بين عشبة الشينكابدرا وقدرتها على قتل الفيروسات أو حتى الحد من تكاثر تلك الفيروسات.
وقد تمت الدراسة على كل من الإنسان والحيوان فى وقت واحد، ووجد أن العشبة تحمى الكبد من الآثار المدمرة للإصابة بالفيروسات المختلفة. وقد نشرت أكثر من 20 دراسة حول العلاقة بين تناول العشبة، وتأثيرها الإيجابى على الجسم الذى تمت إصابته بالعدوى الفيروسية من النوع (B). وبعض من هذه الدراسات قد أضحت محيرة للعقل إلى حين أن يتم الوصول إلى نتائج حاسمة فى هذا الشأن.
ولعل الإصابة بأمراض الكبد الفيروسية المنتشرة على مستوى العالم، تشكل مأزق حقيقى للقائمين على الرعاية الصحية والصحة العامة عالميا.
وإن إصابة الكبد بفيروس الكبد الوبائى من النوع (HBV) يمثل رأس الحربة، وهو السبب الرئيس فى إصابة الكبد بالسرطان (hepatoma) والتى تعتبر قاتلة للمريض المصاب بنسبة 100 %.
وأن الحاملين لهذا النوع من المرض HBV هم أكثر عرضة بنسبة 200 مرة لحدوث سرطان الكبد لديهم بعد مضى عقود من حدوث الإصابة الأولية بهذا الفيروس.
والعديد من هؤلاء المرضى الذين أصيبوا بفيروس الكبد الوبائى من النوع B يعتبرون فى حالة إزمان للمرض، والذى لا يبدى لديهم أية أعراض، وهم بدورهم يصبحون مصدر خطير لعدوى للأخرين.
ولعل الإصابة بفيروس الكبد الوبائى هى الأقوى بمائة مرة لإحداث العدوى لدى الآخرين، إذا ما قورن ذلك بالإصابة وإحداث العدوى بفيروس الإيدز HIV.
والعدوى بالتهاب الكبد الفيروسي هو مثل العدوى بفيروس الإيدز، الذى ينتقل عن طريق نقل الدم الملوث، أو استعمال الأبر الملوثة من شخص لأخر، أو نتيجة خضوع المريض لإجراء جراحى بآلات ملوثة، أو بالاتصال الجنسى الخاطئ بين الشواذ، أو عن طريق الأم المصابة بالمرض للجنين داخل الرحم.
ولعل ما نشاهده فى بعض البلاد المتقدمة، والتى لها معتقدات سلوكية خاطئة، وعلى سبيل المثال ما يذكر عن الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، أن الإحصائيات تقول بأن واحد من كل 250 مواطن هو حامل مزمن لفيروس الكبد المعدى من نوع HBV.
وأن هناك 200.000 مريض جدد سنويا يصابون بهذا المرض، وأن مجموع الحاملين لهذا الفيروس الخطير فى أمريكا وحدها يصل إلى حوالى مليون مريض فى الوقت الحاضر، والرقم قابل للزيادة دوما، بينما يوجد فى العالم حوالى 300 مليون مريض مصابون بهذا المرض.
وأن معدل الوفيات بالمرض سنويا فى أمريكا بسبب الإصابة بفيروسات الكبد يصل ما بين 3.000 إلى 4.000 حالة وفاة نتيجة لتليف الكبد وعجزه عن العمل. كما أن هناك حوالى 1000 حالة إصابة بسرطان الكبد تحدث سنويا هناك.
ومن هنا يتضح أهمية علاج المرضى الحاملين لمرض الفيروس الكبدى بعشبة الشنكابيدرا على أنها فتح جديد قام به الدكتور – بلموبرج – فى عام 1988م. وهو الحائز على جائزة نوبل فى العلوم فى عام 1963م. لإكتشافه الأجسام المضادة antigen للفيروس الكبدى الوبائى HBV. وهو ما أدى إلى كشف الغموض المحيط بهذا الفيروس المدمر، وعلاقته بحدوث سرطان الكبد، مما أدى وساعد كثيرا فى اكتشاف المصل أو اللقاحات المضادة لهذا الفيروس.
ولقد كانت معظم الأبحاث الأولية التى قام بها العالم الدكتور – بلومبرج – تمت كلها فى الهند، وبمساعدة فريق متكامل من الهند.
وكانت أول دراسة على الإنسان سجلت أن الخلاصة المائية من عشبة الشنكابيدرا يمكن لها أن تزيل العوالق السطحية الخاصة بمتحسسات فيروس الكبد الوبائى من النوع B من 22 من المرضى المزمنين بالاصابة الفيروسية من أصل 37 مريضا قد شملتهم التجربة، وذلك فى مدة قدرها 30 يوما فقط من العلاج بتلك العشبة.
وأن المرضى الذين تماثلوا للشفاء أظهرت النتائج المتتابعة لديهم أن أختبارات الدلالة على وجود الفيروس أصبحت سلبية فى خلال 9 أشهر من المتابعة والعلاج.
وقد تم للدكتور - بلومبرج – بين عامى 1985م. و1988م. الحصول على براءة اختراع لبعض خلاصات العشبة المائية المحددة بالصنف من الشنكابيدرا المسمى P. niruri والتى تستعمل فى علاج مرضى الالتهاب الكبدى الفيروسى من النوع B، وكذلك براءة اختراع لنفس العشبة عن علاج بعض الأمراض الفيروسية المشابهة مثل فيروس الإيدز، والفيروسات المسببة للسركوما sarcoma أو سرطان العضلات، وفيروسات الليوكيميا، التى تسبب السرطان فى الغدد الليمفاوية leukemia viruses.
وفى دراسة علمية حديثة تمت فى الصين فى عام 2001م. للمقارنة بين 30 حالة مرضية مصابة بالالتهاب الفيروسى المزمن من النوع HBV، يتناولون خلاصة عشبة الشنكابيدرا المائية، مقارنة بعدد 25 من المرضى بنفس الإصابة الفيروسية وعددهم 25 مريضا يتناولون عقار الأنترفيرون ((IFN-alpha 1B لمدة 3 أشهر.
وقد أظهرت نتيجة الدراسة أن تناول كل من خلاصة العشبة، أو عقار الأنترفيرون، يؤدى كل منهما إلى نتائج متشابهة فى التأثير والأداء بنسبة 83%. ولكن وجد أن المرضى الذين تناولوا عشبة الشنكابيدرا هم الأوفر حظا فى الحصول على نتائج مرضية بالنسبة لإنزيمات الكبد (ALT, AG, and SB)، وتحييد عمل الكبد بعيدا عن الأثر المدمر للإصابة الفيروسية، كما أن الكبد قد عاد للعمل بشكل طبيعى مرة أخرى فى ظروف تناول العشبة، مقارنة مع تناول عقار الأنترفيرون.
وفى دراسة يابانية تمت فى عام 1992م. أفادت أن تناول الخلاصة المائية لعشبة الشنكابيدرا من نوع P. niruri يمكن أن تعكس الأثر السيئ للإصابة بفيروس الإيدزHIV-1. وقد ذكرت الدراسة أن الفضل فى ذلك يعزى إلى وجود نوع من الفيتوكميكالز المسمى بحمض الريبنديوسينيك أ A repandusinic acid.
كما استطاعت شركة بريستول ماير الدوائية العالمية فى عام 1996م. أن تتعرف على بعض العناصر الهامة والنبيلة الموجودة فى عشبة الشنكابيدرا، ألا وهو مركب كيميائى يعرف بأسم نيريوريزيد niruriside، وأن هذا المركب له خواص مضادة للفيروسات، وللبكتيريا أيضا والتى منها الاستفيلوكوكس، والمكروكوكس، والبستريلا.
ومن هذا يتضح أن الشنكابيدرا من النباتات الطبية الهامة التى تحتاج إلى مزيد من الدراسات العلمية عليها، بغرض التوسع فى استخداماتها الطبية المفيدة.
وإن العلاج الطبيعى من أثر تناول العشبة لهو مفيد فى حالات حصوات المرارة وحصوات الكلى، وحماية خلايا الكبد من الأثر المدمر للفيروسات الكبدية، وأيضا لعلاج ضغط الدم المرتفع، وزيادة مستوى الكولستيرول فى الدم، وعلاج وقائى من الإصابة بالسرطان، كما أنها مسكن قوى للألام. وأن شعبية استخدام العشبة أخذ فى الزيادة بين الأفراد فى العديد من أنحاء العالم.
ولعل من المفيد أيضا أن نذكر أن الأبحاث على عشبة الشنكابيدرا دامت على مدى 20 عاما، ولم تظهر أى أعراض سمية أو مضاعفات جانبية من أثر تناولها، سواء على الإنسان أو الحيوان، وسواء كانت الحالة المرضية حادة أم مزمنة.
كما أن الدراسة على الحيوان أفادت بأن العشبة آمنة على الجنين فى بطن أمه، وليس لها تأثير تحولى أو سرطانى على الخلايا المختلفة من الجسم.
ولعل استعمال العشبة وتناولها فى العلاج الفولكولورى لدى الشعوب يعتمد على الحالة المرضية التى من أجلها يقبل الناس على تناول العشبة. وتبقى الجرعة اليومية ما بين 1 إلى 3 أكواب من شاى العشبة تأخذ على دفعات يومية. أما الجرعة الوقائية والمحافظة فهى تتراوح ما بين 1 إلى 3 أكواب كل أسبوع.
وبعض الصيادلة فى البرازيل وأمريكا الجنوبية يبيعون خلاصات العشبة السائلة سواء كانت مائية أو من الجلسرين، واعتمادا على قوة تركيز تلك المستخلصات، فإن الجرعة المسموح بها هى تناول من 2 إلى 6 مللى، تؤخذ من مرتين إلى 3 مرات فى اليوم.
بينما الخلاصات الكحولية للعشبة قد تكون بلا فائدة طبية نظرا للأثر المدمر للكحول على المكونات الفيتوكيميائية الموجودة بالعشبة.
موانع استعمال العشبة:
هبوط مستوى ضغط الدم للأفراد الطبيعيين.
المرضى الذين يعانون من مشاكل فى القلب أو يتناولون الأدوية الخاصة بعلاج القلب عليهم استشارة الأطباء المختصين بذلك قبل تناول منتجات العشبة الطبية.
تناول العشبة بكميات كبيرة قد يجهض النساء الحوامل، لذا ينبغى الحذر وعدم تناول العشبة خلال فترة الحمل لأن لها تأثير مرخى لعضلات الرحم.
العشبة مدرة للطمث المتأخر، ومهدئة لتقلصات الرحم المتوتر. وللعشبة أثار مضادة للخصوبة أو مانعة للحمل لدى الإنسان والحيوان. للعشبة أثار مخفضة لمستوى السكر المرتفع فى الدم، ويجب استشارة الطبيب المختص للوقوف على الحالة وبيان فائدة تناول العشبة من عدمه. وللعشبة خواص مدرة للبول. ويجب استشارة الطبيب المختص فى ذلك.
التفاعلات الدوائية مع بعض الأدوية الأخرى.
تزيد من الأثر الدوائى للأدوية المضادة للسكر، ومن الفعل الدوائى للأنسولين.
تزيد العشبة من أثر الأدوية المخفضة لضغط الدم، لذا يلزم تقليل جرعات تلك الأدوية إذا ما تم استخدامها مع العشبة فى وقت واحد. وربما تزيد من الأثر الفعال لمدرات البول.