الصمغ العربى
Gum Arabic
Acacia
الصمغ العربى هو القرظ المصري وهو السنط، أو الخرنوب النبطي، وهو نوع من الشجر البري يستخرج منه الصمغ الأحمر الذى يعرف بالصمغ المتعارف عليه.
والأقاقيا كلمة يونانية الأصل، وتدلّ على صفة الصمغ العربى، الذى يستخرج من أشجار الشوكة المصرية، ويقال لها أم غيلان، وبنك، وقرظ، وسنط، وطلح، وبالعامية يسمى سنت، وقرد، أو قرض، وهو شجر ذو أشواك حادة.
والصمغ الجيد الخالص هو الذى يستخرج من أشجار القرظ الأخضر، ولونه أحمر إلى سواد، ومكسره إلى زجاجية، وهو سريع الكسر، شديد القبض، خفيف الوزن. والمغشوش منه هو الذي يصنع من القرظ اليابس، ويكون لونه أسود صعب الكسر.
أنواع الصمغ العربي:
الصمغ هو إفرازات عصيرية لما يخرج من بعض النباتات، إما طبيعيا أو بتأثير حالة مرضية، وهو مادة لزجة دابقة، والصموغ فى مجملها عديدة الأشكال ومختلفة التراكيب باختلاف أصولها ومواردها، وهي عادة تنقسم إلى قسمين: نوع قابل للذوبان، وآخر يمتص الماء.
والصمغ إذا ذكر دون تعيين، فالمراد به هو الصمغ العربي.
هنالك ثلاثة انواع من الصمغ هى الصمغ العربى (هشاب) وصمغ (الطلحة) وصمغ اللبان، ويختلف كل نوع عن الآخر فى استخداماته، فمثلا : صمغ الهشاب يستخدم فى تخفيض نسبة البولينا فى الدم – (البولينا هى من المخلفات النيتروجينية التى تؤدى إلى تفاقم وتدهور حالة الكلى عند المرضى بالفشل الكلوى)- ويستخدم الصمغ العربى دون غيره فى تقليل درجة الإصابة بالفشل الكلوى.
ولا يستخدم صمغ اللبان ( اللبان الذكر) فى هذا الغرض، إذ أن له استخدامات طبية أخرى مثل العقاقير الخاصة بأمراض الصدر.
أما صمغ الطلحة فيستخدم فى الصناعات المختلفة كصناعة الألوان، ومواد التجميل وخلافها.
أهمية تناول الصمغ العربي (الهشاب) وأثره فى علاج الفشل الكلوي.
في حالة الفشل الكلوي تزداد درجة التركيز لنواتج عمليات هضم البروتينات.
وللحفاظ على درجة تركيز النواتج الضارة لأقل كميات ممكنة، فإنه يستخدم الصمغ العربى لتحقيق هذا الغرض.
ويتم ذلك بتحديد وصفات غذائية لمرضى الفشل الكلوى ذات تركيز بروتيني قليل، مع استخدام الألياف بكثرة ضمن مواد الطعام، فإن ذلك من شأنه أن يزيد من عملية التخلص من النواتج الضارة المحتجزة في الجسم (عن طريق الإخراج أو البراز)
وهذا أمر مهم للمرضى الذين يعانون من حالات الفشل الكلوي.
وميكانيكية ذلك هى أن تتخمر الألياف الغذائية الموجودة ضمن تركيبات الصمغ بواسطة بكتريا القولون، وتلك البكتريا بدورها تعمل على استهلاك المواد النيتروجينية الثانوية كمصدر للطاقة والنمو لها، كما يساعد وجود البكتريا أيضا على امتصاص النتروجين الزائد والتخلص منه في البراز. وقد أجريت هذه الدراسة على 16 حالة من مرضى الفشل الكلوي المزمن فى جامعة الخرطوم بالسودان - وتحت نظام غذائي يحتوي على قليل من المواد البروتينية، حيث استخدم فيها الصمغ العربي (50 جراما في اليوم) مع (1 جرام من البكتين) - وهى مادة غليظة القوام، توجد في قشور الجريب فروت أو الحمضيات المختلفة، وتتركز فى القشرة البيضاء الداخلية لتلك الأنواع من الفاكهة – ويؤخذ الجميع كجرعة علاجية يومية.
وفي دارسة تجربية أستمرت لمدة أربعة أشهر اتضح منها ما يلى:
زيادة كبيرة في كمية البكتريا والمحتوى النتروجيني للبراز.
النقص الكبير في مادة البولينا بالدم, وذلك عند استخدام الصمغ العربي وحده أو استخدام الصمغ العربي مع مادة البكتين سويا، والنتيجة كانت الأفضل فى حالات الجمع بين الصمغ العربى مع البكتين.
كما لوحظ أيضا أن الميزان الطبيعي للنتروجين فى الدم لم يتأثر تأثيرا ظاهرا بتلك الاستخدامات.
ومن هنا فقد توصل الفريق العلمي الطبي في كلية الطب - جامعة الخرطوم - إلى اكتشاف علاج جديد لمرض الفشل الكلوي المزمن، وذلك من خلال دراسة على الصمغ من نوع الهشاب Gum Arabica والذى يسمى أحيانا يسمى Gum acacia والذي يعتبر من السكريات المتعددة المعقدة، والقابل للذوبان في الماء، ومقاوم للهضم بواسطة أنزيمات العصارة المعوية.
ووضع الفريق العلمي إرشادات عامة يجب اتباعها عند استعمال صمغ (الهشاب) لمرضى الفشل الكلوي، وهي أولا التقيد بتقليل كمية البروتينات فى مواد الطعام إلى 40 جرام يومياً، وهذه الكمية تعادل بيضة واحدة، زائد ثلاثة قطع صغيرة من اللحم (القطعة بحجم علبة الكبريت) أو واحد صدر دجاجة، أو سمكة صغيرة بحجم كف اليد أو 1.5 كوب من الحليب، ثم تناول جرعة الصمغ اليومية وهى 50 جرام (بعد إذابتها في 150 – 200 مللى لتر ماء، وتناولها إما جرعة واحدة، أو على جرعتين في اليوم).
ويلاحظ عند استعمال صمغ الهشاب زيادة غازات البطن مع شعور بانتفاخ البطن، وليونة في البراز، وتختفي هذه الأعراض تدريجيا خلال أسبوعين من الاستعمال.
ويجب إجراء التحاليل الخاصة بسلامة الكلى قبل البدء في العلاج وهي نسبة "الهيموغلوبين، ونتروجين اليوريا، والكرياتينين، والكالسيوم، والفسفور، والحامض البولي uric acid.
وشدد الفريق على عدم التوقف عن استخدام الأدوية المخصصة من قبل الطبيب الأخصائى والخاصة بعلاج الكلى، إلا بإرشاد من الطبيب المعالج.
ونتائج تلك الدراسة التي أجريت في كلية الطب في جامعة الخرطوم بإضافة (مادة الصمغ) إلى الحمية الغذائية بغرض المساعدة في إبطاء تدهور الفشل الكلوي، هى دراسة مشجعة وإن كانت في مراحلها التجريبية الأولى.
والجرعة المثلى من الصمغ هى ملعقتين صغيرتين فى كوب من الماء الفاتر صباحا ومثلها مساء كعلاج وقائى لمنع تدهور وظائف الكلى، حيث يساعد الصمغ على زيادة إفراز الفضلات النتروجينية من الجسم، وربما استغناء المريض عن عمل الغسيل الكلوى فى مرحلة لاحقة.