الفاصوليا والبقوليات
Beans
لعل البقول مثل الفاصوليا بأنواعها المختلفة، واللوبيا، والحمص، والعدس، وفول الصويا وعلي رأسها الفول أو (الفوم)، والذي يعتبر من النباتات المباركة والتي جاء ذكرها في القرآن الكريم. وكل تلك البقول هي من الأطعمة المفيدة والتي اعتمدت عليها البشرية منذ أن وعت عليها.
فالفول والفاصوليا الكلوية الشكل تحديدا، يعملان علي خفض نسبة الجلوكوز المرتفع في الدم، ويحافظان علي أن لا ينخفض مستوي الجلوكوز إلي مستويات متدنية قد تأثر علي المخ وعلى درجات وعيه.
والفول والفاصوليا، يحتويان علي الأستروجين النباتي، وأيضا يحتويان علي مثبط إنزيم البروتييز (Protease inhibitors) أو اختصارا PI، والذي يفسد عمل بعض الإنزيمات التي تفرزها الأورام السرطانية في الجسم.
مركب (PI) يعمل علي منع نمو الخلايا السرطانية في الجسم، ويحافظ علي منع تعرض الجسم للإصابة بالسرطان بعد تعرضه للمواد الإشعاعية الضارة، كما أنه يقوي من مناعة الجسم ضد غزو الخلايا السرطانية له في مواضع مختلفة.
وتناول الفول أو الفاصوليا يخفضان من نسبة الكولستيرول ودهون الدم المرتفعة في الدم، خصوصا الفاصوليا الكلوية الشكل.
وتناول ما مقداره 1.5 كوب مطبوخ منها يوميا، يعمل علي خفض نسبة الكولستيرول ودهون الدم بنسبة 19%، نظرا لاحتوائها علي نسبة عالية من الألياف ومركب اللسيثين (Lecithin).
لذا يلزم تناول الفاصوليا أو منتجات فول الصويا - إن توافرت فى الأسواق - وبصفة مستمرة ضمن مواد الطعام، وهذا من شأنه أن يمنع ترسب الدهون المختلطة مع الطعام في الأوعية الدموية، وأيضا يمنع زيادة نسبة تلك الدهون في الدم.
والفول الأخضر أو حتى المدمس يحتويان علي نسبة عالية من المركب الهام
(ل- دوبا dopa –L) وهو الدواء الأساس لعلاج مرضي الشلل الرعاش (الباركنسون) الذي يتميز بصلابة العضلات، مع الرعشة المستمرة في الأطراف.
والمخ يحصل علي هذا المركب (ل- دوباdopa –L) لكي يصنع بدوره مركب أخر هام يستفيد منه مريض الشلل الرعاش وهو (دوبا أمين dopamine).
ومن هنا يتبين أن تناول الفول المدمس عند بوادر حدوث المرض، ربما قد يساعد كثيرا علي عدم تفاقم الحالة لدي المريض المصاب بالمرض حديثا.
ولكن يجب الحذر من ترك العلاج لدي المرضي المصابون بالشلل الرعاش، والاعتماد علي تناول الفول المدمس وحده في علاج المرض.
إذ يجب العودة للطبيب المعالج واستشارته في الأمر، خصوصا إذا ما كان الطبيب نفسه يعلم تلك الحقيقة عن محتويات الفول المدمس وأثره العلاجي على مرضى الشلل الرعاش.
ومن المعروف أن هذا المركب (ل- دوباdopa –L) يعمل علي حدوث انتصاب صحي وقوي لدي الرجال المصابون بالعنة. وربما يلزم تناول مقدار 240جرام إلي 480 جرام من حبات الفول المدمس لكي تزيل ما لديه من عنة طارئة.
ولعل الفول المستنبت به الكثير من مركب (ال – دوبا) حوالي عشرة أضعاف ما هو موجود في الفول العادي الغير مستنبت.
والفول المدمس بالإضافة للأنواع الأخرى من الفول تحتوي علي كم كبير من المركبات الهامة مثل: اللسيثين، والكولين، الذي يزيد بدوره من مركب (الأستيل كولين) الهام لعمل المخ بكفاءة، وللحفاظ علي الذاكرة نشيطة وقوية.
ومرضي الألزيهمير، يعانون من نقص شديد في مركب الأستيل كولين، والذي له أثر كبير في القدرة علي التفكير والتعقل.
لذا يلزم لهؤلاء المرضي تناول الكثير من مركبات اللسيثين، والكولين لكي تتحسن حالتهم المرضية.
وفي اليابان، فإنهم يشربون عصير الفاصوليا السوداء، لكي يزيل الإمساك الناجم عن أكل المواد الكربوهيدراتية المصنعة، مثل السكر، والخبز الأبيض.
وتلك المواد السكرية المصنعة هى التي يعزي إليها الحركة النشطة الغير عادية عند بعض الأطفال، أو ما يسمي (عرض الحركة الزائدة وعدم القدرة علي الاستيعاب).
ولعمل هذا العصير، فإنه يلزم غلي 2 ملعقة كبيرة من فول الصويا الأسود، مضافا إليهما 2 لتر من الماء، ودع الجميع يغلي لمدة 10 دقائق، ثم تخفض النار حتى يصير المغلي في قدر لتر واحد، وعندها يمكن إضافة شيء من أعشاب البحر الغنية باليود حتى تعطيه مذاقا، ويصفي الجميع، ويشرب من هذا العصير قدر كوب واحد 3 مرات في اليوم، وذلك حتى يقوم بمهمة سهولة الاخراج ومكافحة الإمساك.
ومن المهم أيضا أن نكافح مرض السكر بتناول المزيد من البقوليات، وعلي رأسها الفول والفاصوليا بأنواعها.
كما أن عصائر الخضراوات التي لها شأن في مكافحة مرض السكر هي عصائر كل من: الفاصوليا الخضراء، والقراص أو القريص، والخيار، والقثاء المرة (الكريلا) والبقلة الخضراء، والخس، والبصل، والثوم، وكذلك الحمضيات.
كما أن تناول الشاي المصنوع من (قشور الفاصوليا) يشبه في مفعوله البيولوجي مفعول الإنسولين، لذا فهو مهم جدا لمرضي السكر. حيث أن القشرة الخارجية لقرون الفاصوليا الحمراء تعتبر غنية جدا (بحمض السيلك acid Silic) وبعض المواد الهرمونية الأخرى والتي تشبه الإنسولين في عملها البيولوجي داخل الجسم.
وأن شرب كأس من الشاي المصنع من قشور - قرون الفاصوليا الحمراء - يشبه في مفعوله قوة 1 وحدة أنسولين علي الأقل عند حقنها، لذا فإن الجرعة المقررة من هذا الشاي هي كوب واحد 3 مرات في اليوم. وشرب هذا الشاي باستمرار يضمن التخلص من مرض السكر من النوع الثانى، أو الإقلال من مشاكله.
ويجب أن يكون الشاي المصنع من تلك القشور طازج يوميا، ولا يجب تناول الشاي الذي قد مضي عليه أكثر من يوم واحد، حتى لا تصاب بالإسهال من جراء ذلك.
ويجب أن نعلم أن قشور قرون الفاصوليا الحمراء وحدها دون – الحب الداخلي - هي التى يمكن استخدامها وحدها في عمل الشاي المشار إليه.
ولعمل الشاي المصنع من قرون الفاصوليا الحمراء، يلزم أن تكون تلك القرون طازجة من المصدر، وتتم بغلي 60 جرام من وزن تلك القرون المقطعة قطعا صغيرة في 4 لتر من الماء النقي وعلي نار هادئة لمدة 4 ساعات، وبعدها يمكن تصفية هذا المغلي بواسطة قطعة من الشاش النظيف، ويخزن المغلي في مكان بارد لمدة 8 ساعات، ثم يصفي مرة أخري ببطء وبعناية كبيرة حتى لا تختلط الشوائب مع المغلي، مما قد يسبب بعض المتاعب في الجهاز الهضمي.
تناول ملئ كوب كل ساعتين، ولمدة من 3 إلي 4 أسابيع، وفي خلال تلك الفترة يجب التقيد بالحمية الغذائية الخاصة بمرضي السكر حتى تحصل علي أفضل النتائج.
ولكن يجب الحذر إذا ما كنت تعاني من مرض السكر الطفولي، فهذا لن يصلح له شيء سوي تناول حقن الإنسولين فقط.
كما أن هذا الشاي بتلك الطريقة، يصلح لعلاج مرضي الكلي، ونزيف المسالك البولية، كما أنه يذيب الرمل والحصى التي تتكون في الكلي ويمنع تكونهما، كما أنه مفيد لعلاج بعض حالات البولينا لدي مرضي الفشل الكلوي.
وهذا الشاي أيضا يعالج بعض حالات هبوط القلب، وحالات الاستسقاء الناجمة عن تلك الأمراض مجتمعة. كما هو مفيد أيضا لعلاج حالات النقرس والروماتزم المزمن (وهو مجرب في ذلك). سواء كان استعماله شرابا، أو بواسطة حقنة شرجية قدرها نصف لتر كل أربع ساعات.
وهناك أمثلة نسوقها للدلالة علي ذلك:
تلك سيدة كانت تعاني من مشاكل في الكلية لمدة 6 أسابيع قد خلت، وعندما توجهت للطبيب الذي نصح لها بالمضادات الحيوية المختلفة، والتي لم تفلح فى علاج تلك الكلي المريضة، ولم تتعافى السيدة من مرضها.
وقد راجعت المريضة طبيب ثالث لمناظرة حالتها، فطلب منها عمل أشعة علي الكلي مع بعض التحاليل المعملية، وقد وجد عندها حصاة بالكلي، مع نسبة عالية من السكر في الدم تصل إلي 326. وعليه فقد قرر الطبيب إجراء عملية جراحية إن لم تتحرك الحصاة وتخرج من الكلي.
وانزعجت السيدة من الأمر، وما أن وصلت علي منزلها، فقد باشرت عمل الشاي المصنوع من القشور الخارجية الطازجة لحبات الفاصوليا، وبدأت تتناول قدر لتر في اليوم، وما هي إلا أسبوعين من الزمن، وقد عادت تلك السيدة المريضة لكي تراجع الطبيب الذي أقر لها بالعملية، حيث وجد الطبيب أن الحصاة قد ذهبت تماما، وأن نسبة السكر وصلت إلي 128 بدون أي علاج للسكر.
وكانت مفاجأة سارة لكل من المريضة والطبيب من أمر هذا الشاي المفيد.
وتلك سيدة كانت تعاني من الاستسقاء لفترة طويلة من الزمن، وكانت تتناول الحبوب المدرة للبول بصفة منتظمة، ولكن ما أن علمت بأمر الشاي المصنوع من قرون تلك الفاصوليا الحمراء، فقد باشرت باستخدامه وشربه علي الفور، ولمدة 20 يوما. وكانت النتيجة مشجعة، فقد تسربت إلي خارج جسمها كميات كبيرة من البول نتيجة لتلك السوائل المتجمعة هنا وهناك، وكان البول مختلطا بالرمل البولي المترسب في الكلي، وفي نهاية الأسبوعين، لم تعد السيدة تشعر بأي سوائل مختزنة في الجسم، وأنها قد تعافت تماما.