الفطر اليرقى
Cordyceps
Cordyceps Sinensis
الفطر اليرقى أو الكورديسبس، هو فطر جاف، وأسمه العلمى Cordyceps Sinensis، ومن أسمائه أيضا - الطفيل الفطرى للغزلان أو الآيائل - وهو ينمو متطفلا على يرقات بعض الديدان الأرضية Caterpillars من نوع Lepidoptera larvae، وهذه اليرقات تنتسب إلى نوع من الحشرات قشرية الأجنحة، مثل الفراشات وغيرها.
وتلك توجد فى أماكن محددة جغرافيا فى الصين، حيث ينمو عليها الفطر الذى ينتسب إلى عائلة الجاودر Ergot Family، ويحولها إلى مومياء جافة، منتصبا فوق سطح التربة أو البيئة التى ينمو فيها. وتلك الحشرات القشرية إن وجدت فى حالتها السليمة، فإنها كانت تأكل طازجة فى مناطق الصين والتبت، حيث يقال أن لها قيمة غذائية عالية، وأنها من المأكولات المنشطة للجنس بين أوساط المجتمع الصينى. وأسم الفطر فى اللغة الصينية Dong Chong Xia Cao ومعناها حرفيا (حشرة الشتاء، عشب الصيف winter insect, summer grass) حيث يجمع الفطر فى الصيف وقبل نزول الثلوج على الجبال فى مناطق نموه، وهذا الفطر كان يمنع على كافة الشعب تناوله، لأنه خاص بالقصور الملكية والأمبراطورية فى ذلك الزمان، ولندرة وجوده، ولما له من قيمة غذائية ودوائية عالية.
والفطر كما هو معلوم يعتبر مقو عام ممتاز للجسم، ومقاوم للتعب والإرهاق، وإن تناول واحد جرام فى اليوم لمدة شهر ونصف، يعتبر فعال للتغلب على العنة التى تصيب بعض الرجال. كما أنه مقاوم لحالات التعب الشديد والإجهاد المزمن، وحالات السعال المزمن، ولعلاج حالات الأنيميا، وأزمات الربو، وضد الأورام السرطانية، ومقو عام للكلى الهزيلة فى الأداء، ومعين على الشيخوخة، وكبر السن.
وبينما يوجد هناك نوع أخر من فطر الكورديسبس cordyceps mycelia على هيئة حويصلات فطرية تجمع من أماكن تواجدها حول جبال الهمالايا، وجعلها تنمو فى بيئة معدة صناعية مكونة من الأرز الخام البنى، وتستخدم نموات الفطر الصناعى لنفس استخدامات الفطر البرى الدوائية والعلاجية.
والكورديسبس يعتبر من الأعشاب النادرة، غالية الثمن وذات القيمة الدوائية النافعة، ويقال أنه صالح لشفاء جميع الأمراض التى تصيب البشر. وقد جرى العرف على استعمال الفطر بكفاءة فى ممارسات الطب الصينى القديم، وبنجاح مسجل فى علاج الكثير من الأمراض.
وبسبب فعالية العُشب العالية و القويّة في المُدَاوَاة لكثير من الأمراض المتعدّدة، فبات يعرف بأنه مقو ومغذي هام للجسم. ونظرا للحاجة إليه، فقد أرتفع سعره فى السوق إلى أرقام خيالية وفلكية، حتى بات الجرام الواحد منه يسوى عشرة دولارات أمريكية.
فهو ينظم ويؤمن عمل أجهزة الجسم المختلفة فى أن تعمل بكفاءة عالية، كما أنه يقوى الجهاز المناعى للجسم، وإجمالا يمكن القول بأنه يمنح الحيوية والنشاط للجسم المنهار، كما أنه يؤجل زحف الشيخوخة.
المواد الكيميائية الفعالة فى فطر الكورديسبس.
يحتوى الكورديسبس على مواد فعالة عديدة، والتى منها السكريات العديدة polysaccharides، والأوفكوردين ophiocordin ، الذى يعتبر بمثابة المضاد الحيوى القوى، والكورديسيبين cordycepin، والكوردبيريدون cordypyridones، والنيكلوزيدز nucleosides، والبيوكسانثراثين bioxanthracen ، والأستيرولاتsterols، وأحماض الكينويك alkenoic acids، والأكسوبوليمرز exo-polymers.
وهذا الفطر يدعم الجسم بشكل هائل، والفوائد التى تعود على الجسم يصعب حصرها، ولكن نذكر منها على سبيل المثال:
فعال جدا فى الحد من ضربات القلب المتسارعة ذات المنشأ العضوى، وبنسبة 94 % وبدون أية أعراض جانبية، علاوة على أنه فعال فى علاج أكثر من 200 مرض.
أهم استعمالات الفطر اليرقى هو لعلاج مشاكل الكلى المزمنة، وحالات إعتلال الكلى الوظيفى أو التهابات الكلى المتكررة Nephropathy، كما أن له تأثير مدر للبول.
يعتبر الفطر اليرقى مقو ومنشط للجهاز المناعى الخامل، كما فى حالات العلاج الاشعاعى، والكيماوى لمرضى السرطان، كما أنه يزيد من عدد خلايا الدم، ويزيد من نسبة البلازما فى الدم، ويقلل من الآثار الجانبية لبعض الأدوية التى تصيب الجسم بالخمول والإرهاق.
يمد الجسم بفوائد جامة عندما يتقدم الإنسان فى العمر، أو يصاب بمرض ما، أو ما يعتريه من مظاهر العنة، أو سرعة القذف، أو ضعف الأعصاب، أو الإصابة بمرض الروماتويد، أو ترهل الجلد فى أماكن معينة من الجسم، أو ضعف فى الجهاز الحركى حول المفاصل المختلفة من الجسم.
الفطر اليرقى فعال فى خفض نسبة الدهون فى الدم، ويحول دون حدوث تصلب الشرايين، ويحمى الشرايين التاجية من الانسداد، كذلك يحافظ على شرايين المخ من مثل تلك التقلبات، كما أنه مضاد قوى للأكسدة.
يساعد كبار السن فى تقوية الجهاز المناعى لديهم، وبالتالى يقوى دفاعات الجسم ضد الأمراض المختلفة، وتناول جرعات من الفطر اليرقى فى أوقات متقاربة، من شأنه أن يحول دون زحف الشيخوخة عند كبار السن.
لعل من أهم أسباب حدوث الشيخوخة هو النقص الشديد فى إفراز الهرمونات الجنسية داخل الجسم، ولذا فإن تناول الفطر اليرقى يحث الجسم على إفراز مثل تلك الهرمونات.
والعامل الثانى لحدوث الشيخوخة هو إفراز الجسم لأنزيم مونو آمين أوكسيديز monoamine oxidize enzyme، وعليه فإن الفطر اليرقى يثبط عمل هذا الإنزيم، وبالتالى يحد من أحد العوامل التى تحرك الجسم نحو الشيخوخة.
بعد تناول الفطر لمدة 3 أسابيع يستطيع المرء أن يستشعر تحسنا ملموسا وتقدم إيجابى فى الصحة العامة. أما تناول الفطر لفترات أطول من ذلك، فلا شك من أن كثير من المتاعب الجسدية، والأمراض المختلفة سوف تختفى على الطريق أثناء المعالجة بذلك الفطر.
أوضحت الأبحاث الحديثة التى أجريت فى كلية الطب – جامعة بيجين – فى الصين، أن الفطر اليرقى مقو عام لضعف الحالة الجنسية، ويزيد كثيرا فى الباه. وفى اليابان وجد أن هناك نسبة تحسن تصل إلى 64% بين هؤلاء الذين يعانون من العنة أو الضعف الشديد فى القدرة الجنسية.
يعتبر الفطر مضاد قوى للأكسدة، حيث يمنع حدوث أكسدة الدهون الهامة فى الدم، ويمنع تكون الكلستيرول فى شرايين الأعضاء الهامة من الجسم، مثل القلب، والمخ، كما أنه يقلل من مستويات الكلوستيرول السيئ فى الجسم LDL.
الفطر يحسن من قدرة التمثيل الغذائى للجلوكوز فى الدم، كما أنه يحفز عمل الإنسولين الطبيعى فى الجسم والاستفادة القصوى منه.
الفطر يرفع من مستويات الحيوية والنشاط فى الجسم.
الفطر مفيد لعلاج حالات الالتهاب الكبدى من النوع (B) وتبدأ ظهور النتائج للمعالجة بهذا الفطر بعد 3 أشهر من تناوله بمعدل 1 جم 3 مرات فى اليوم، ولمدة ثلاثة أشهر.
أكدت العديد من الدراسات العلمية على أن تناول الكورديسبس مفيد فى حالات مرض (الذئبة الحمراء lupus erythematosus) حيث يقلل من خروج البروتين الزلالى مع البول، كما أنه يحسن من صفات وظائف الكلى المتأثرة بالمرض.
كان الفطر يستخدم فى القصور الخاصة بالأباطرة الصينيون فى كل زمان – مثله مثل الجنسج الفاخر - لتقوية الجسم، والتغلب على كثير من الأمراض، وفى فترات النقاهة، كما كان يعالج العنة التى تصيب الأباطرة، ويزيل وجع الظهر، والتهاب الأعصاب، كما كان علاج ضد إدمان تناول الأفيون فى ذلك الزمان.
وبعد فإن هذا الفطر الثمين فى قيمته ظل يدخل فى كثير من الوصفات الصينية للتخلص من الأمراض المختلفة على مر العصور وحتى الوقت الحاضر، ويوجد الفطر فى أماكن متفرقة فى الجنوب الشرقى للصين، خصوصا فى محافظات مثل: التبت Tibet، يونان Yunnan، شويان Sichuan، كوينهى Qinghai، وعلى ارتفاع يصل إلى 3.500 متر عن سطح البحر.
ويمكن أن نقارن أهمية تناول هذا الفطر لمعالجة جميع الأمراض، ووقف زحف الشيخوخة، وتقوية الجهاز المناعى فى الجسم، بكل من الجنسنج ginseng، وفطر الريشى reishi، وقرون الغزال القرمزية deer velvet.
وهو يجمع فى صورته البرية حيث تكون المنفعة من تناول الفطر أكثر ما تكون، بينما الفطر الذى يربى فى المزارع، فإنه يعتبر أقل قيمة من سابقه، لذلك فإن الفطر البرى يعتبر غالى الثمن جدا، حيث يبلغ ثمن 100 جرام فقط من الفطر البرى الذى ينمو فى التبت وهو الأغلى والأحسن فى العالم ويساوى 1000 دولار أمريكى.
ويكفى أن نعلم أن الجرعة اليومية المؤثرة تتراوح ما بين 3 – 9 جرام تؤخذ مرتين فى اليوم، أما على هيئة صبغة، أو بودرة، أو فى صورة كبسولات.