الكرفس
Celery
Apium graveolens
الكرفس هو من نفس الفصيلة الخيمية التي ينتمي إليها البقدونس، ويمكن للكرفس أن يحل محل البقدونس في الأداء الطبي ومنافعه لأجهزة الجسم. فالكرفس دوما هو علاج للأورام، وضد أنواع العدوي المختلفة.
وأهم دور للكرفس في جسم الإنسان ومحاربة السموم، هو أنه يعمل ضد مرض النقرس Gout. فهو يعادل مفعول حمض البوليك في الجسم، ويلغي أثاره الضارة علي الأجهزة المختلفة.
وأهم مسببات زيادة حمض البوليك في الدم هو الإقبال علي تناول الحلويات، والأطعمة النشوية المختلفة، والذي يؤدي إلي ترسب بلورات ذلك الحمض بين أنسجة المفاصل، مما يؤدي بالتالي إلي حدوث آلام شديدة بها وعدم الحركة أحيانا.
وآلام حمض البوليك تبدي نفسها فجأة، وغالبا ما يكون الهدف هو مفاصل الأصبع الأكبر من القدمين، أو مفصل معصم اليد، أو الإبهام، أو الكاحلين.
ويصبح الجلد فوق تلك المناطق اكثر لمعانا، ويميل إلي الحمرة، ويتضخم، ويصبح مؤلما جدا عند ملامسته.
وعلي العكس من الآلام الروماتزمية التي تصيب تلك المناطق والتي تتمثل في حدوث آلام عميقة وموجعة، نجد أنه في حالات النقرس، فإن الآلام تكون حادة، وغير محتملة من حيث الألم والشدة. وربما يصاحب تلك الآلام بعض الحميات أو الرعشة، وسرعة في ضربات القلب.
وعندما تتجمع بلورات حمض البوليك في الكليتين، فإنه ينجم عن ذلك تلف شديد بالكليتين، وربما يكون السبب وراء حدوث حصى بالكليتين والجهاز البولي.
وحبوب الكرفس تعتبر من أهم أنواع العلاجات لطرد حمض البوليك من الجهاز البولي، وتطهير الجهاز البولي من الآثار الضارة لذلك الحمض في نفس الوقت، نظرا لما يحتويه الكرفس علي العديد من المركبات الصحية والدوائية، والتي تتعدي العشرون مركبا والتي تعمل مجتمعة كمضادات مضادة للالتهابات.
ولعمل شاي الكرفس، فإنه يضاف كوب من الماء المغلي إلي عدد 2 ملعقة صغيرة من بذور الكرفس المطحون، ويترك لمدة 20 دقيقة، ثم يصفي ويحلي حسب الطلب، ويمكن تناول ملئ كوب 3 مرات في اليوم للحصول علي نتائج طبية ملموسة.
والكرفس قوي المفعول علي حمض البوليك والنقرس تماما مثله مثل الأدوية التي تستعمل في هذا الشأن، مثل (الزيلوريك Zyloric ) وبيكربونات الصوديوم، وحتى الأدوية الأخري المخففة للآلام ولكن دون حدوث مضاعفات جانبية.
كما أن حبوب الكرفس بها بعض المواد التي تخلص الجسم من الماء الزائد بداخله، ولذا فهي مفيدة في الحد من زيادة الوزن، كما أن الكرفس مفيد في خفض ضغط الدم المرتفع، وحالات هبوط القلب الحاد نتيجة لارتفاع الضغط. وذلك لأن الكرفس يحتوي علي مادة (ن3 بيوتيل فاسليد) والتي لها تأثير مباشر علي جدران الأوعية الدموية، حيث تعمل تلك المادة علي إزالة التوتر الناجم على تلك الجدران والعمل علي إرخائها، وأيضا فإن تلك المادة تعمل علي خفض نسبة الكولستيرول في الدم.
وأيضا فإن حبوب الكرفس، تحث الرحم علي التقلص، وطرد محتوياته إلي الخارج، لذا فهو يصلح لتعجيل نزول الدورة الشهرية لدي السيدات، وفي نفس الوقت الحد من تراكم السوائل في الجسم أثناء أيام الدورة الشهرية.
كما وجد أن حبوب الكرفس تعمل علي خفض نسبة السكر في الدم لدي مرض السكر.
وللتغلب علي آلام عرق النسا، أو التهاب عصب الورك، فإن شرب شاي حبوب الكرفس سوف يحل المشكلة، ويحد من تلك الآلام.
أيضا نفس المفعول العلاجي قد يفيد التهاب عصب الوجه إذا ما أمكن شرب عصير أوراق وسيقان الكرفس الطازج. ونبات الكرفس يحتوي أيضا علي عجائب أخري، والتي منها مركبات تشبه عمل موصدات الكالسيوم الدوائية، وتلك تساعد هؤلاء الذين يعانون من توتر في ضربات القلب وزيادة الخفقان لديهم، وأيضا تساعد علي خفض ضغط الدم المرتفع، والكولستيرول، نظرا لاحتواء الكرفس علي مادة (أبجنين Apigenin) التي ترخي جدران الأوعية الدموية المتقلصة.
وكل ما يلزمك للسيطرة علي ارتفاع ضغط الدم، هو أكل عدد 4 عيدان من نبات الكرفس أو ما قيمة وزنه 100 جرام من الكرفس يوميا، فإن الضغط يتحسن كثيرا ويعود إلي المستويات الطبيعية له.
والبعض من الناس يقسم علي أن عصير الكرفس الطازج المخفف بالماء المقطر، والذي يوضع أو يقطر في العين التي تعاني من حدوث المياه البيضاء أو الكتراكت، فإن العين تعود إلي الشفاء ويتحسن إبصارها، حتى أنه يمكن القراءة بوضوح شديد، ودون الحاجة لمساعدة النظارة في القراءة.
ويبقي في النهاية الإشارة إلي أن ما ينفع مع البعض قد لا يجدي مع الآخرين، ولما كان الأمر مأمونا، وليس له عواقب تذكر، فالأجدر بنا أن نأخذ بالأسباب ونتوكل علي الله في طلب الشفاء منه تعالي.