الكندر أو اللبان
(Oliban) Frankincense
اللبان أو العلكة، وهو نوع من أنواع الصمغ، ويسمى الشحري (نسبة لمدينة شحر) في حضرموت. ومن فوائد الكندر، أو اللبان، أنه مقوي للقلب والدماغ ونافع من البلادة والنسيان، وقلة الفهم والإدراك، وهو نافع من نفث وإسهال الدم إذا شرب أو سف منه قدر ملعقة صغيرة.
وكان أطباء الفراعنة يستخدمونه في علاج المس، وطرد الأرواح الشريرة، وهو يذهب السعال وأوجاع الصدر، وضعف الكلى، والهزال، وهو يصلح الأدوية ويكسر حدتها، وله فوائد أخرى كثيرة.
ومن طرق استخدامه هو أن تذاب ملعقة صغيرة من مسحوق الكندر فى الماء، كما يمكن نقع الكندر في المساء حتى الصباح، ويشرب على الريق في كل يوم مرة واحدة.
والكندر في الحقيقة ليس إلا اللبان المألوف، وأجود أنواعه في التبخير وهو ذلك النوع الذي يطلق عليه في اللغة العربية الدارجة اسم (اللبان الذكر)، وكلمة اللبان هي ذات أصل عربي قديم وردت في نقوش الخط المسند، وقد انتقلت هذه الكلمة القديمة إلى اللغة اليونانية فصارت Libanos.
وإن كان اسمه في بعض اللغات الأوروبية مختلفا عن هذه الكلمة فهو في الإنجليزية يسمى Frankincense، أما كلمة (كندر) فهي حضرمية الأصل.
وتوجد في ظفار (بعمان) أربعة أنواع من (الكندر) تختلف باختلاف المناطق ومدى ارتفاعها وابتعادها عن الساحل، وأجودها هو:
اللبان (الحوجري) وهو أجود أنواع الكندر الذي تنمو أشجاره في الأجزاء الشرقية من منطقة ظفار.
اللبان (النجدي) وهو يلي الحوجري في الجودة وتنمو أشجاره في منطقة "نجد" الواقعة إلى الشمال من مرتفعات ظفار الوسطى.
اللبان (الشعبي) وهو النوع الثالث الذي تنمو أشجاره قرب ساحل ظفار ويسمى (شعبي) وهو أقل الأنواع جودة.
اللبان (الشزري) يليه النوع الذي ينمو على جبال القراء، الممتدة وراء الساحل ويسمى " شزرى" وهو نوع جيد.
ويلاحظ أن الظروف الطبيعية تضافرت في منطقة ظفار (من مناطق دولة عمان) لتجعل من كندر ظفار نوعا ممتازا، مما أدى إلى رواجه الكبير في أسواق العالم القديم.
والكندر يجود إذا نمت أشجاره فوق مناطق مرتفعة شحيحة المطر، ولكن في بيئة ملبدة بالسحب، وهذه الظروف تتوافر في (ظفار)، لأن الرياح الموسمية الجنوبية الغربية المحملة بالرطوبة من جراء مرورها فوق البحر عندما تصل إلى خط الساحل تتسبب في تكوين ضباب وطبقات من السحب المتراكمة على منحدرات (جبل القراء) فتتوفر بذلك الظروف الثلاثة الملائمة لنمو أشجار الكندر الجيد، وهي الارتفاع، والجفاف النسبي، والجو الملبد بالسحب والضباب.
وقد تحدث الكثير من الكتاب الكلاسيكيين عن مناطق إنتاج الكندر، ونلاحظ أنهم ميزوا بين كندر الصومال، وكندر الجزيرة العربية، وقد أطلقوا على كندر الصومال أسم كندر الشاطيء البعيد، بينما أطلقوا على كندر ظفار اسم الكندر السخاليتي - نسبة إلى الأسم الذي أطلقه هؤلاء الكتاب على خليج القمر، في جنوب ظفار- وهو
(سخالية سينوس).
وكان جزء كبير من لبان الصومال يجلب إلى موانيء الجزيرة العربية وخاصة ميناء (المخا) حيث يعاد تصديره إلى البلاد الواقعة شمال البحر الأحمر، وخاصة مصر وذلك في العصر اليوناني والروماني القديم.