الليثيثين
Lecithin
أكتشف الليثيثين عام 1850م. بمعرفة العالم - موريس جوبلاى – والذى قام بعزل هذا المركب من صفار البيض، وعرف الليثيثين وقتها بأنه مركب هام يعمل على خلط الماء والدهون ببعضهما البعض بسهولة لتكوين سائل (معلق).
والليثيثين غالبا ما يستعمل - كعامل تعليق emulsification agent- للعديد من أنواع الأطعمة المصنعة والتى بها قدر من الماء ممزوجا مع الدهون.
والجسم البشرى له القدرة على تكسير الليثيثين إلى مكوناته الأساسية مثل الكولين، والفوسفات، والجليسرول، والأحماض الدهنية.
والليثيثين هو مركب عضوى موجود فى العديد من الأطعمة مثل فول الصويا، وصفار البيض، والحبوب كاملة القشرة.
ويعزى إلى مركب الليثيثين، تقوية الذاكرة وزيادة التركيز، ومضاد لإجهاد المخ ويحسن من أداء المخ لوظائفه المختلفة، وهو متوفر فى شكل سائل أو بودرة ويستعمل كمكمل هام للطعام.
والليثيثين هو الفسفوتيدايل سيرين phosphatidylserine أو (PS) ولا شك إن أهم استعمالاته هى تنشيط وظائف المخ للعمل بكفاءة عالية. ويمثل الليثيثين قيمة الثلثين من كمية الدهون المتوفرة فى الكبد.
وهذا المركب (الليثيثين) يوجد فى خلايا المخ بكثافة عالية، ويمثل 30% من وزن المخ الجاف، ويعمل هذا المركب على رفع كفاءة الاتصالات بين خلايا المخ بعضها البعض، وكذلك تحفيز عمل مستقبلات الإشارات العصبية الموجودة فى نهايات الأعصاب عند التقائها بالألياف العضلية. كما يوجد هذا المركب فى جميع الأغشية أو الجدران المحيطة بكل خلايا الجسم.
وكلما كبرنا فى السن، فإن المخ البشرى يكون فى حاجة إلى مزيد من مركب الليثيثين لتعويض النقص الحاصل منه فى الجسم.
وتوجد أكثر من 30 دراسة حول أهمية تناول مركب الليثيثين لكبار السن الذين تعدوا الخمسين من العمر، ويعانون من بعض المشاكل فى صعوبة الإدراك أو قلة المعرفة.
وقد دلة الدراسات على حدوث تحسن لدى هؤلاء الأفراد عند تناولهم مركب الليثيثين، وقد زادت عندهم المعرفة وكثر الإدراك، وأصبحت الذاكرة أفضل مما كانت عليه من قبل، وزاد مستوى التحصيل العلمى لديهم، وتراجعت بعض من أعراض الشيخوخة التى من الممكن أن تلازم بعض الأفراد فى مثل تلك السن الحرجة، مثل العته والجنون. وبذلك فإن تناول الليثيثين قد يجعل الحياة أكثر اشراقا وأملا لهؤلاء المصابون بتلك الأمراض.
والليثيثين يستعمل أيضا كعلاج مكمل لمرضى الألزيهيمر للحد من قسوة هذا المرض.
ومن ضمن استعمالاته الأخرى، مقاومة الضغوط النفسية الشديدة، وعلاج حالات الإكتئاب النفسى المزمن، والعمل على تحسين المزاج العام، ولمقاومة الإجهاد الناجم عن ممارسة التمارين الرياضية العنيفة.
ونظرا لأهمية الليثيثين كمركب من (الدهون المفسفرة)، واللازمة لبناء جدران جميع الخلايا فى الجسم، فإن كثير من شركات الأطعمة جادة وحثيثة على إدخال مثل هذا المركب الهام فى الكثير من أنواع الطعام، مثل الحساء، والعلكة أو اللبان، أو مع رقائق الذرة المصنعة، وأنواع من الخبز.
والغرض من ذلك هو أن تعم الفائدة من وراء تناول مثل تلك الأنواع من الأطعمة على سبيل المثال وليس الحصر.
الليثيثين يعمل على أن يمتص الجسم ما يدخل إليه من دهون، ويحسن تمثيلها أو أيضها.
وفى عام 1999م. أثبتت إحدى الدراسات بأن الليثيثين المستخرج من فول الصويا يحسن من أيض أو استقلاب الكولستيرول فى الجهاز الهضمى. ولذلك فإنه من المعروف أن تناول الليثيثين يؤدى إلى خفض نسبة الكولستيرول فى الدم.
ومن هنا تتضح أهمية استعمالاته فى علاج ارتفاع مستوى الكولستيرول، وأيضا لتحسين الذاكرة. ويعرف الليثيثن أيضا بأنه علاج لاضطرابات الجهاز العصبى، والكبد.
وقد وجد أن الأفراد الذين يلزمون حمية قاسية، وعدم تناولهم بالتالى للمواد الدهنية أو الكولستيرول كلية، فهم الأكثر عرضة للإصابة بالنقص فى مستوى الليثيثين فى دمائهم، وبالتالى يحدث نقص فى مركب (الكولين) الهام لحدوث السيالات العصبية، واللازم لمحاكاة الخلايا العصبية ببعضها البعض. وتكون المحصلة النهائية لذلك هو ضعف فى الذاكرة، وخلل فى وظيفة المخ والجهاز العصبى.
ووجود مركب الكولين بقدر كاف فى الجسم، يساعد الكبد على تمثيل المواد الدهنية بكفاءة والحصول على البروتينات الدهنية التى تغلف كل خلايا الجسم.
كما أن الجسم لديه القدرة أيضا على تصنيع الكولين من الحمض الأمينى (الجليسين).
والكولين يمكنه العبور عبر موصدات المخ، ويساهم فى إنتاج مركب (الاستيل كولين acetylcholine) الهام - للمحاكاة أو التواصل - بين خلايا المخ والجهاز العصبى، وفهم الإشارات العصبية المختلفة، وترجمتها إلى أفعال.
وتناول البيض لدى الأصحاء من الناس يعتبر من الوسائل المعينة على القدرة الجنسية الفائقة، ولتكوين الحيوانات المنوية بكثرة نظرا لوجود مركب الكولين فى صفار البيض بكميات وافرة.
والجرعة من الليثيثين هى 300 مليجرام فى اليوم، وذلك فى الشهر الأول، ثم تخفض الجرعة إلى 100 مليجرام يوميا كجرعة ثابتة بعد ذلك.