الهدال أو الدبق
Mistletoe
Viscum album
وهو من الأشجار الطفيلية التي تنمو علي أشجار التفاح في المناطق الباردة، وبذلك فإن تلك النموات المتطفلة تحل مشكلة نقص المياه التى ربما قد تحيق بها بأن ترتوى من الشجرة الحاضنة لها.
وهذا النبات مغطي بالآلاف من الغدد الزيتية، والتي تحتوي علي العديد من الزيوت الطيارة، والتي تنطلق بصورة منتظمة إلي الفضاء المحيط، وتعطي تلك الرائحة العطرية التي تشبه رائحة الليمون عند تقشيره.
وخلال الأوقات التي تشتد فيها الحرارة وتقل الرطوبة، فإن تلك الغازات المنبعثة من النبات تصبح عرضة للاشتعال عند تعرضها لشرارة بسيطة من موقد أو حتى من صاعقة حول المكان، مما يشعل النار بسهولة حول النبات، ودون أن يصاب النبات نفسه بأي ضرر من جراء تلك النيران المشتعلة.
وقصة نبات الهدال موغلة في القدم منذ مهد الرسالات، فهو نبات ذو رائحة عطرية أخاذة. وكان الزيت الأساسي المستخرج منه ولازال يستعمل في علاج الكثير من العلل والأسقام، وذلك بالدهان الخارجي للجسم بهذا الزيت.
كما أن تناول النبات في صورة (شاي) يزيل أثار الكثير من العلل ومنها علي سبيل المثال: معالجة الآلام المختلفة بالجسم، والصلابات، والتورم الحاصل في المفاصل، كما أنه يعالج الحميات المختلفة، والتقلصات العضلية ذات المنشأ المرضي مثل الصرع.
وجذور النبات عندما تطحن، وتغلي مع الماء، فإنها تصبح دواء ناجعا لعلاج الأمراض التالية:
السل الرئوي.
أضطراب عمل الأعصاب.
الصرع.
الحميات الداخلية.
علاج اللثة الأسفنجية.
علاج تخلخل الأسنان، وتقوية جذورها.
علاج لأمراض الجهاز الهضمي.
ويتم عمل الشاي كالتالي: تضاف ملعقة صغيرة من نبات الهدال إلي ملعقة صغيرة من مسحوق النعناع، ويغلي الجميع لمدة من 10 إلي 15 دقيقة، ويصفي ويحلي بالسكر أو العسل، ويشرب منه ملئ كاس مرتين باليوم.
ويجب الإشارة إلي أن نبات الهدال يؤثر بشدة علي عضلات الرحم، مما يزيد من تدفق الدورة الدموية عند تأخرها عن موعدها، لذا لا يجب استعمال هذا النبات داخليا إذا كان هناك حمل، وإلا فإنه قد يؤدي إلي الإجهاض.
وتسعى العديد من الشركات المصنعة للأدوية في العالم إلى الحصول على تراخيص رسمية تسمح لها بصناعة أدوية عشبية وتحضيرها لعلاج الكثير من الأمراض، حيث تجري شركة «فارما بدنت» الأمريكية اتصالاتها مع الجهات الرسمية المعنية من أجل اعتماد إحدى الوصفات الطبية العشبية المستخرجة من نبات (الهدال أو الدبق) mistletoe. حيث تم استخدام هذا الدواء الطبيعي في أوروبا من أجل زيادة المناعة ضد مرض الإيدز، لكن ليست كل أنواعه تحقق نتائج إيجابية.
ويوضح الدكتور - كليف تبلور - من جامعة كاليفورنيا أن الأمر مختلف تمامًا وهو يتوقف على أي نوع من الهدال أو الدبق الذي يتم استخدامه، وفي أي وقت من العام والطريقة التي يتم فيها جمعه واستخراجه من الطبيعة، ثم هل تستخدم ثماره اللبية التي يحتوي عليها أم أوراقه وحتى أغصانه.
لكن شركة «فارما بدنت» تقول إنه من الممكن الاعتماد على علاج صيدلاني يتم تحضيره من الهدال نفسه بصورة أكثر فعالية وبنتائج أفضل.
ويوضح أحد الخبراء في الشركة أن هناك حوالي (90%) من الأشخاص لا يتناولون الأعشاب ويفضلون عوضًا عنها العقاقير الطبية المسموح بها من الجهات ذات العلاقة والتي يتم اعتمادها من قبل الطبيب المعالج، ويضيف أن الأعشاب التي يتم وضعها واعتمادها تكون مكلفة أكثر من تلك التي يتم بيعها في الأسواق، إلا أنه يمكن أن تكون كلفتها أقل من ذلك بكثير، وتوفر بصورة أكبر في حال تكفلت بإنتاجها وتسويقها شركات التأمين الصحي.