بداية عزيزي القارئ من المهم جدا معرفة المعنى الحقيقي لأصل كلمة فيتامين, حيث أن كلمة فيتامين هي أساسا مركبة من الأصل اللاتينيvital , و تعني حيوي أو ضروري متبوعة بكلمة amine, والتي بدورها تمثل نوعية متخصصة من المركبات الكيميائية ذات صيغة كيميائية محددة .
وكان قديما قبل تطور العلم يعتقد أن الفيتامينات تحتوي على مركب ال amine مما يعني أن كلمة فيتامين تعني الأمينات الحيوية .
و كان أول من أطلق عليها الاسم فيتامين هوCasimir Funk.
وهذه الفيتامينات تعتبر مغذيات عضوية مطلوبة للجسم للقيام بالعديد من الوظائف الكيميائية الحيوية وعادة لا يتم تصنيعها في الجسم ولا يتم تخزينها ولذلك فلابد من تناولها من الغذاء بشكل يومي, وتصنف الفيتامينات من حيث قابليتها للذوبان من ذائبة في الماء مثل (فيتامين B وفيتامين C) ومن الفيتامينات ذائبة في الدهون مثل ( فيتامين D,E,A,K) .
ظهرت أهمية فيتامين C في القرن السادس عشر وذلك عندما تعرض مجموعة من الملاحة البحرية إلى مرض ال " scurvy" وهو ما يسمى بمرض الإسقربوط وعلاماته ظهور بقع بنية ونزيف للثة والأغشية المخاطية. بعدها وجد James Lind أن جميع من أصيبوا بذلك المرض تماثلوا للشفاء بعد إعطائهم الليمون والبرتقال وكان بذلك أول من اكتشف أهمية فيتامين C ومن هنا جاء ارتباط فيتامين C بالحمضيات على الرغم من أن هناكمن الفواكه مثل الزبيب الأسود "الكشمش" يعادل ما به من فيتامين" سي" أربعة أضعاف ما في البرتقال، بل إن بعض الخضار مثل البروكلي " القرنبيط "من فصيلة الزهرة" به ثلاثة أضعاف محتوى الليمون من هذا الفيتامين ولأن الحمضيات هي أكثر مصادر فيتامين سي توفرا وانتشارا ارتبط هذا الفيتامين بها. ولهذا أيضا أطلق عليه فيتامين C نسبة إلى كلمة ""citrus وهي ما تعادل كلمة حمضيات في اللغة العربية...
تم عزله لأول مرة عام 1932 م وصنع عام 1934 م.
تقدر الحاجة اليومية للفيتامين تقريبا من 95-45 ملجم / لكل يوم بجانب عدم قدرة الجسم على تصنيعه ,بالمقابل لا يجب الإفراط في تناوله بحيث لا يتعدى ال 200 ملجم في اليوم" في أغلب المصادر"لأن ذلك الفائض منه يتحول إلى كريستالات الاوكساليت والتي تعتبر من أكثر مسببات حصى الكلى بالإضافة إلى الإسهال الذي يسببه فيتامين C الغير ممتص . فيتامين C له فوائد كثيرة وهو مهم جداً في عملية تجلط الدم لإيقاف النزيف ) و يخفض من مستوى الهستامين ,ولفيتامين (C) دور معروف في تمثيل الدهون داخل الجسم، ومساعدة الكبد في تقليل تكوين الكولسترول وتحويله لأحماض صفراء وأنسجة، وهذا أمر يساعد في ذاته بالتقليل من الإصابة بأمراض القلب , إضافة إلى دوره الفعال في تعزيز امتصاص الحديد وبالتالي الحد من فقر الدم الحديدي ,كما اكتشف مؤخرا دوره الفعال في رفع المستوى المناعي وهذا ما سنتطرق له باستفاضة بإذن الله .
علاقة فيتامين C بالمناعة :
هناك عدة تساؤلات عن دور فيتامين C وزيادة نظام المناعة خاصة الوقاية وعلاج نزلات البرد .
ففي أحدث وأول الدراسات التي نشرت مع بداية العام الجديد أكد الباحثون والأطباء أن فيتامين (سي)يعتبر أفضل المواد الطبيعية لمحاربة أمراض الشتاء من زكام ورشح وأنفلونزا وغيرها, كما يساعد في المحافظة على جهاز المناعة قويا معافى, خصوصا عند مرضى السكر, فزيادة التركيز لفيتامين C في كريات الدم البيضاء يؤكد على أهمية وجود فيتامين" سي" في الجهاز المناعي.كما أثبتت الدراسات أيضا أن وجود الفيتامين داخل خلايا الدم البيضاء يزيد من فعاليتها وقدرتها على الدفاع ضد الأجسام الغريبة.
ولكن بالرغم من النتائج الإيجابية الإكلينيكية المخبرية للأبحاث والدراسات ولا يزال هذا التأثير تحت النقاش فمن ناحية الكيمياء الحيوية فإن هناك شواهد معقولة على أن فيتامين C يلعب دوراً هاماً في عمل المناعة . بالرغم من أن فيتامينC أثبت أنه مضاد للفيروسات والبكتيريا فإن التأثير الأساسي هو خلال التحسن في المقاومة.
إن تأثير زيادة المناعة لوحظت في وظائف المناعة المتعددة ويشمل وظائف كريات الدم البيضاء ونشاطها وزيادة مستوى الإنترفيرون والذي بدوره يقنن من انتشار العدوى في الخلايا المجاورة للخلية المصابة كما ويعمل فيتامين C على رفع مستوى استجابة الأجسام المضادة وإفرازات هرمون الغدة الزعترية واتحاد الأنسجة .
و حتى تتضح لك الصورة بكافة زواياها عزيزي القارئ حول هذا الموضوع نجد أنه مازال الجدل واسع بين العلماء حول أهمية تناول الفيتامين خلال نزلات البرد ومدى تأثيره .
فهناك دراسات تشير إلى عدم تأثير فيتامين C على المناعة,كما وتنفي الدور الكبير لآلية عمله, وهذا الاختلاف عادة هو ما يميز الأبحاث العلمية , فكل دراسة تستند على أبحاث ونتائج مخبريه تثبت صحتها وتدين بالأخرى ، ولكن كمنظور شخصي مستند على دراسات مثبته يتبين فعلا أن هناك علاقة لا يستهان بها بين الاثنين ... ويبدوا أن مراكز الأبحاث لم تعد تنظر لقضية كيف يؤثر الفيتامين على المناعة ؟ بل أصبحت تبحث تأثيره على أمراض معينة كون قضية تأثيره على الجهاز المناعي شبه مؤكدة لديهم.
ومن أفضل المقالات العلميةالتي لخصت كثير من الدراسات، مقالة نشرت في مجلة الأبحاث الطبية العالمية في عام 2010 تحت عنوان "الدور الرئيس لفيتامين سي والزنك في مناعة الأطفال وصحتهم" حيث جمعت حصيلة حوالي 279 دراسة علمية منشورة(2). وحتى تتضح الصورة سنقدم لك نقاط ملخصة حول دور الفيتامين في تدعيم المناعة مما ورد في المقالة:
يعد الفيتامين سي منظم للمناعة لقدرته على العمل كمضاد للأكسدة ودوره في تصنيع الكولاجين المهم في تثبيت الأنسجة الطلائية (الأنسجة المبطنة للجهاز التنفسي).
لوحظ تأثير الفيتامين سي على تحفيز T-cell والخلايا البالعة وعدم تأثيره على B-cell "وهي الخلايا المؤدية لإفراز الأجسام المضادة. (( فبالتالي دوره في المناعة الخلوية أكثر منه في غيره)).
يعد الفيتامين سي هو أكثر مضاد للأكسدة وجوداً في سوائل سطح مجرى الهواء والرئتين.
بسبب انخفاض الفيتامين في البلازما وفي خلايا الدم البيضاء (neutrophil ) أثناء الإصابة بالعدوى وعودته للمستوى الطبيعي عند الشفاء يفتح الطريق للقول بقوة تأثير الفيتامين على سرعة التعافي بإذن الله.
هناك دراسات تشير لأثره على جرثومة المعدة وسرطان المعدة نتيجة عمله كمضاد للأكسدة و مضاد بكتيري.
وفي النهاية نتمنى أن نكون قدمنا لك وجبة علمية مبسطه حول هذا الموضوع القديم المتجدد وإن كان من خلاصة نتيجة ما تم قراءته وتلخيصه فإن تناول فيتامين سي أثناء نزلات البرد تسرع من عملية التماثل للشفاء بإذن الله ونظراً لأهمية الفيتامين في الوظائف الحيوية في الجسم تظهر أهمية تناوله بانتظام وشمله في الوجبات اليومية.