اللوز
Almond
Prunus amygdalus
شجرة اللوز هي من الأشجار المباركة، حتى أن الترجمة العبرية لأسم اللوز، يعني (هبة من الله). وهي شجرة تتميز بسرعة إزهارها في الربيع، حيث تحمل علي أغصانها ثمار اللوز قبل أن تظهر الأوراق التي تكسو فروع الشجرة.
ولعل ما يدهش أيضا، أنك لو أخذت فرع من تلك الشجرة، ووضعته في لفافة مبللة، لظهرت منها البراعم في اليوم التالي بصورة ملفتت للنظر.
وثمار اللوز تنقسم إلي نوعين، نوع حلو ونوع مر.
والذي يهمنا هنا هو النوع الحلو، والذي يعتبر كغذاء صحي، ودواء هام مفيد للجسم. أما اللوز المر، فينبغي الحذر عند استعماله، لأنه يحتوي علي غاز السيانيد السام.
ولتناول اللوز فوائد عدة نذكر منها ما يلي:
أثر اللوز في علاج التلبكات المعوية الحادة. فمنذ عدة قرون قد خلت، وجد أن تناول اللوز المجروش المغمور في الحليب الدافئ، أو حتى في ماء الشعير الحار لمدة 30 دقيقة، يمكن أن يزيل اضطرابات الهضم، أو التلبكات المعوية، ووجد أن تلك الأعراض المزعجة المرافقة تزول في خلال دقائق معدودة.
وتناول اللوز كطعام من شأنه أن يزيل آلام الكلي، والمثانة، والحويصلة المرارية، خصوصا في وجود الحصى بهم، حيث يتم خلط اللوز المقشور والمجروش مع ماء الشعير، وشرب ذلك المستحلب، فإنه يعمل علي تخليص الكلي والمثانة والمرارة من الحصى العالقة بهم، وينفع الكلي والمثانة نفعا عظيما.
زيت اللوز يمنع التجاعيد، ويبطأ من الشيخوخة التي تظهر في الوجه والعنق.
وذلك بخلط 120 جرام من زيت اللوز مع 90 جرام من زيت الزيتون، مضافا إليهما 30 جرام من شمع النحل + ملعقة كبيرة من ماء الورد + 2 ملعقة كبيرة من عصير البصل.
ويوضع الجميع علي حمام ساخن حتى يذوب الشمع مع باقي الزيوت ويمتزج جيدا، ثم يدهن الوجه بذلك المركب بعد أن يبرد، ويترك كقناع علي الوجه والرقبة لعدة ساعات، أو طوال الليل، ثم يزال بعدها بقطعة من القطن مبللة بالكحول، ويشطف الوجه شطفا جيدا، ثم وضع مرطب للوجه بعد ذلك.
اللوز من المكسرات المحببة والمفيدة لصحة القلب.
تناول اللوز بصفة منتظمة يعمل علي خفض نسبة الكولستيرول في الدم. وجد أن تناول 100 جرام من اللوز يوميا، مع تناول الخضراوات والفاكهة الطازجة والحبوب المختلفة، ولمدة من 3 – 9 أسابيع من شأنه أن يخفض نسبة الكولستيرول في الدم بنسبة تتفاوت من 10 إلي 15%.
وكلا من اللوز وزيت الزيتون يحتويان علي الأحماض الدهنية الأحادية الغير مركزة، ولكن مستوي زيت اللوز هو أعلي كفاءة من زيت الزيتون في مثل تلك الجودة النوعية للزيت المكون له من حيث تأثيره الجيد علي القلب، ودرجة خفضه لنسبة الكولستيرول في الدم، ولكن يبقي الاعتدال في نسبة استهلاك تلك الزيوت لأنها تحتوي علي طاقة عالية يمكن أن تؤدى إلى السمنة.
اللوز المر، وزيت اللوز المر، هما علاج لبعض حالات السرطان.
لعل أسباب المرارة الموجودة في اللوز المر، المستخرج من نواة ثمار المشمش، والتي تشبه في شكلها ثمار اللوز الحلو، هي بسبب وجود مركب كيميائي من الجلوكوزيدات (أميجدلين Amygdalin) والذي يستعمل في العلاج الكيميائي ضد بعض الأنواع من السرطان لدي بعض المرضي المصابون به، وقد بدأ استخدام ذلك منذ عام 1845م، ويطلق عليه أسم (لايتريل Laetrile) ويستخرج بالتحديد من القشرة الخارجية التي تحيط بلوزة أو نواة المشمش.
وهذا المركب (لايتريل Laetrile) والذي يطلق عليها أحيانا فيتامين (ب 17) وهو مكون من شقين: الشق الأول وهو الجلوكوز، والشق الثاني وهو مركب السيانيد السام، والذي يعمل بطريقة إفراز (حمض الهيدروسينيك Hydrocyanic) في الجسم، وهذا يقوم بدوره بتدمير الخلايا السرطانية وحدها، دون الاضرار بالخلايا العادية في الجسم - والتي لها القدرة علي تحمله بنسب مخففة - حيث أن السيانيد موجود في صورته المركبة ضمن زيت اللوز الحلو، وليس بصورة مستقلة شديدة السمية كما هو معلوم عن مركب السيانيد، وهذا ما يؤمن عدم إضراره بالخلايا السليمة.
ويمكن تناول عدد 7 حبات من نواة المشمش، والتي تحتوي علي مركب (اللايتريل)، وبدون أي أضرار للجسم السليم من جراء ذلك، أما تناول عدد 25 نواة مشمش، فإنها تصبح مادة سامة ويتوخى الحذر من زيادة الجرعة في ذلك.
وأعراض التسمم بمادة (السيانيد) تظهر بسبب فشل (جهاز التنفس) لدي خلايا الجسم المختلفة عن القيام بدوره، وتظهر الأعراض المصاحبة لذلك علي هيئة: صداع، ودوخة، وهبوط في ضغط الدم، ورغبة في القيء، وصعوبة في التنفس، والدخول في غيبوبة، ثم الوفاة بعد ذلك.
أي أن جرعة السيانيد المركب الدوائية التي يسمح بتناولها دون أضرار، هي بين 0.25 إلي 1 جرام في اليوم الواحد ولا تزيد عن ذلك.
وللدلالة على أهمية تناول زيت اللوز المر وأثره الدوائى والوقائى فى الحد من الإصابة بأمراض السرطان، فإنه يوجد مكان واحد في العالم خالي تماما من كل أنواع السرطان، وهذا المكان هو منطقة (هونزاس Hunzas ) بباكستان، حيث يعتبر أن (نوي نبات ثمار المشمش) هو من المواد الأساسية ضمن مكونات الطعام هناك، كما أن الزيت المستخرج من نواة ثمار المشمش يعتبر من الزيوت الهامة في الطبخ عند سكان تلك المنطقة، وبذلك فإن أجساد الناس المقيمين في تلك المنطقة قد توفرت لها الحماية الطبيعية ضد أمراض السرطان نظرا لاستهلاكهم هذا الزيت بصفة دائمة.
وفي المكسيك يوجد بعض المناطق التي توجد بها نسبة السرطان قليلة جدا أو معدومة، والسبب في ذلك أن السكان في تلك المنطقة يشربون شرابا مصدره نوات ثمار المشمش، والخوخ، والكرز، وكل من تلك الفاكهة يحتوي علي المركب الهام (أميجدلين Amygdalin) والذي يصنع منه المركب الهام (لايتريل Laetrile) المقاوم للسرطان. وهذا المركب قد أنقذ حياة الآلاف من الناس الذين كانوا يعانون من بعض الأمراض السرطانية، مثل حالات سرطان الجلد المختلفة، وبعض حالات سرطان العظام، ومثل هذا المركب يعمل بكفاءة عالية إذا ما كان الجهاز المناعي للجسم متوافق للعمل بأقصى كفاءة له، وفي نفس الوقت مع تناول ذلك المركب.
وإذا ما قورن تناول زيت اللوز المر لعلاج بعض حالات السرطان، بطريقة العلاج بالإشعاع، أو العلاج الكيميائي، فلا شك أن زيت اللوز يصبح أكثر أمنا وأمانا منهما معا، وأقل كلفة بالطبع.
ويكفي أن تأكل بضع من حبات هذا اللوز المر، والتي قد لا تزيد عن خمس حبات، حتى تقي الجسم من خطر الإصابة بالأمراض السرطانية.
ومركب اللاتيريل ينتمي إلي المجموعة الكيميائية المعروفة باسم (النيترولوزيد Nitrilosides)، وكما هو موجود في نوات ثمار المشمش، فهو موجود أيضا في بعض الفاكهة الأخري مثل: التفاح، والكرز، والتوت، والبرقوق، والخوخ، والكمثري أو الأجاص، والليمون، والحامض.
كما أنه موجود أيضا في بعض البقوليات، مثل: الفاصوليا بأنواعها، واللوبيا، وحمص الشام، والعدس، ونبات الدخن، وأيضا يوجد في اللوز الحلو، والبطاطا الحلوة، والخس، وبذور الكتان.
كما أن الذرة السكرية، وعسل المولاس المستخرج من قصب السكر يحتويان علي القليل من هذا المركب، بينما فاصوليا (المنجو) ومستنبت الفصفصة، ومستنبت البرسيم، يحتوى كل منهم علي كم كبير من هذا المركب المقاوم لأمرض السرطان.
ولذا فأنه من الأجدر أن نأخذ بالأسباب، ونتوكل علي الله، وأن نتناول تلك الأصناف من الأطعمة المشار إليها سلفا، وذلك لتوفير الحماية اللازمة للجسم من الإصابة بالأمراض السرطانية المختلفة.